المريض جنسيا "بوحديد بالهادي" يتّهم اللّه بالخلل في الخلق.. قيل كتَب "عنّين" "والعنّين هو الّذي لا يضاجع النّساء ولا يشتهيهنّ".. قلت: كتب إلى شيخ حكيم يطلب منه أنّ يصف له لذّة الجماع عند الرّجل في لحظة ذروتها حين يضاجع إمرأة ويصف له بما يحسّ عند بلوغها، فكتب الشّيخ العالم للعنّين قائلا كنت أظنّ أنّك عنّين فقط، والآن عرفت أنّك أيضا بليد العقل، فهذا الأمر الّذي حرمك الله منه لا يستقيم وصفه لمن لا يمارسونه ولا يذوقونه.. أكتب هذه التّدوينة والألم والحزن يعصراني... أنا لا أشاهد القنوات الموجودة في تونس كيْ أحافظ على توازني وضغط دمي، لكن بلغني أنّ زعيم المثليين عندنا المسمّى "بوحديد بالهادي" صرّح في إحدى تلك القنوات الهدّامة أنّ الحيوانات أيضا فيها المثلية والشّذوذ الجنسي..!! أصابني الذّهول والله من هكذا كلام يُبَث على الهواء إلى عقول النّاس في شعب بسيط مجهّل حيل بينه وبين العلم النّافع والدّين منذ أزمنة.. هذه مؤامرة ينبغي أن ينتبه إليها ذوو العقول السّليمة والغيورون على سلامة الكون أوّلا الّذي هو للجميع والغيورون على الدّين.. تقول أمّي حفظها الله مقولة تعجبني، تقول "السّارق يقول النّاس الكلّ سرّاق كيفي" وهذا هو حال هذا المريض "بوحديد بالهادي" المنحرف جنسيا، حيث يرى أنّ الشّعب التّونسي إذن من حوله والعالم والحيوانات والحجر وكلّ شيء في الوجود منحرف مثله.. أريد أن أبيّن للنّاس وأرجو نشر مقالتي هذه لتعمّ المعرفة، ويقارع الحق هذا الباطل العريان، أنّ هذا المنحرف فطريا إضافة إلى انحرافه النّفسي والجنسي هو جاهل.. والمفزع حقّا هو أن يظنّ أنّ كلّ النّاس جهلة مثله.. فحين يقول أنّ الحيوانات فيها هذا الإنحراف الجنسي وأنّ الذّكَرَ من أي دابّة أخرى غير الإنسان يمكن أن يميل إلى ذَكَرٍ مثله هو يذهب بعيدا في ضلاله وتضليله وجهله حيث يتّهم اللهَ سبحانه وتعالى بالخلل في عملية الخلق.. ولو كان ما قاله صحيحا أنّ ذلك الشّذوذ الّذي فيه هو موجود في الحيوانات لانتهى الكون منذ الأزل وما كنّا هنا لتحدّثنا أنت أيّها المريض عن نزواتك ومرضك على قنوات العهر والكفر.. الغريزة الجنسية عند الحيوان مضبوطة ومعدّلة على ذبذبة لا تتغيّر، وهي ليست أبدا لشهوة ذاتية للحيوان، الحيوان لا يشتهي لا في الأكل ولا في الغريزة الجنسية، والدّليل أنّه لا يبحث عن مواصفات في أنثاه لا في أعضائها ولا في شكلها، كما لا يبحث عن جودة في طعامه، وإنّما غريزته تعمل بتسخير من الخالق لصالح الإنسان الّذي يحتاج في حياته لتكاثر ذلك النّوع من الحيوان.. الإختيار والتّشهّي مربوط بالتّكليف والإرادة اللّذان مُيّزَ بهما الإنسان، وهو مطلوب منه بعقله أن يضبط شهواته.. لا أبدا أيّها الجاهل أنت ومن دفعوك على شاشاتنا، الكون مضبوط بكلّ مخلوقاته ولذلك هو قائم رغم فسادك وإفسادك له أنت ومن وراءك، والحيوانات الّتي تتّهمها وتتّهم خالقها من ورائها ليس فيها شذوذك ولا انحرافك، بل هي منظبطة بتقدير من الله وإعجاز متناه.. وبعد أن حدّثتك بالحجّة العقلية البديهية تعال معي إلى الله حيث يقول تعالى نافيا الخلل عن خلقه: "هذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" ويقول: "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" والمقصود بالقدر التّقدير والمقادير والحسابات المضبوطة الّتي لا خلل فيها.. ويقول: "بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ" والمعنى أنّه خلّاق مبدع وعليم بما يخلق وعلمه لا نهاية له فالخلل الّذي فيك أنت يا مريض بحكم منحك الإرادة لا ينبغي أن يعمّ باقي خلقه.. ويقول في الأنعام الّتي تصفها بالإنحراف مثلك: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَال حِين تُرِيحُونَ وَحِين تَسْرَحُونَ} (النحل:6) والجمال عام، في خلقها وفي ضبطها وفي سعيها وفي تسخيرها للإنسان وهذا الجمال ينعدم لو كانت منحرفة يا منحرف يا مريض.. ويقول تعالى: "مَا تَرَى في خَلقِ الرَّحْمَنِ من تَفاوُت" والخلل الّذي فيك لو كان فيها لا قدّر الله لكان تفاوتا يا أسوأ من الحمار في الجهل.. والآيات كثيرة في موضوع نفي الخلل في خلق الله لأنّه باختصار كما وصف نفسه: "بديعُ السَّمواتِ والأرضِ" وإلى تدوينة أخرى...