سوف يعمل أعداء الإسلام كارهو تونس والتونسيين على إراقة المزيد من الدّماء كلّما عنّ لهم إبطال متعلّق من متعلّقات الدّين أو وسيلة من وسائل التديّن في البلاد!... فبالدّماء استطاعوا إيقاف آذان سمّوه التلوّث الصوتي مذ كان وليّ نعمتهم في الحكم يلبس جلباب حامي حمى الدّين والوطن... وبالدّماء منعوا نشاط جمعيات جاءت مستبشرة بأجواء الحريّة التي أسبغتها الثورة بإذن الله تعالى على التونسيين تريد رسم ابتسامة على شفاه محروم لم تنتبه إليه سياسة وثقافة فرحة الحياة... وبالدّماء أغلقوا روضات "انحرفت" عن المسار فجعلت البراعم ينكبّون على اللوح ويتلون ما حُفظ في اللوح وقد أرادوهم متمايلين على الأنغام الموسيقية والوتَر مقتدين بطليعة المرأة التونسيّة "التنويريّة" التي سيّرت من التونسيات "الرّساليات" القوافل إلى لبنان والخليج يشبعن نهم شواذ لا يشبعون ويبعن لحما زهد فيه عباد الله و"يرفعن" ذكر تونس في أسافل الأرض!... وبالدّماء أبعدوا خيرة أهل تونس أو كادوا عن المنابر التي يمكن منها زرع الخير وبذر الخُلُق الطيّب والسير على خطى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم... يفعلون ذلك مبتهجين منتصرين، ساهين عن آيات الله سبحانه القائل [ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا]، وكذلك لن يجعل الله للفاسدين على أولياء الله سبيلا!... يفعلون ذلك مستدبرين وصايا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم للغلام معرضين عنها [واعلم أنّ الأمّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلّا بشيء قد كتبه الله لك وأنّ الأمّة لو اجتمعت على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلّا بشيء قد كتبه الله عليك!...]... يفعلون ذلك دون تقدير عواقب ودون رحمة بتونس التي تستصرخ أبناءها جميعا إلى نبذ الخلافات والابتعاد عن الخَبث والإقبال على العمل وفقه الحلال والحرام والانتباه إلى وضع البلاد وإلى أوضاع النّاس من حول البلاد!... يفعلون ذلك متخفّين وراء إرهاب هم صانعوه ووراء إرهابيّ هم مكوّنوه ومدرّبوه وحاموه ومسندوه، سواء بالدعم الماديّ الحقيقي أو باللعب بمنطقة عقله التي ظلّت مكان عقله لمّا بسبب من الأسباب فقد عقله!... قناعات لن تتزحزح: لن يرعب النّاس مسلم يؤمن بالله تعالى... لن يمنع مساجد الله إلّا ظالم شديد الظلم لنفسه [ومن أظلم ممّن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها...]... لن يبعد طليعة المجتمع وخاصّة علمائها أو يسيء إلىهم إلّا السفهاء الذين يتخفّون وراء السفهاء فقد أغرى "كبراء" الطائف سفهاءهم فرموا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم - وقد جاء مستنصرا بهم - بالحجارة حتّى أدموا قدميه الشريفتين!... لن يحرس تونس الحرّاس الحاليون، أولئك الذين سكنوا الفضائيات الملبّسة على النّاس الحقائق المفسدة على النّاس دينهم ودنياهم وآخرتهم!... لن يكون أحرص على البلاد ومصالحها ممّن علم أنّ له ربّا يأمره بالحقّ وينهاه عن الباطل!... لن يكون في النّهاية إلّا ما قدّر الله تعالى لنا، وقد يكون ممّا قدّر لنا - لا سمح الله - الهلاك، فقد سألت أمّ المؤمنين النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أنهلك وفينا الصالحين؟!. قال: نعم، إذا كثر الخبث!... عبدالحميد العدّاسي، 02 يوليو / جويلية 2015