هل إعادة العلاقات بين منظمة التحرير الفلسطينية والنظام السوري تمت بفعل الرغبة في تكريس روابط العروبة والقومية؟، وما هي جدوى هذه العلاقة في وقت يعاني فيه نظام الاسد من تراجع نفوذه وسيطرته على الأرض السورية، وفقدان السيطرة سوى على ثلث البلاد ونصف السكان؟، قطعاً لا يعقل تجاهل ثلاثة عقود من القطيعة والجفاء بين المنظمة ونظام الأسد تخللها خصومة شديدة، وسُفِك خلالها دماء غزيرة بين الطرفين في مخيمات لبنان خلال عقود...، وما يدهشني حقاً هي طبيعة مناخات بداية القطيعة في فترة كان يتوجب فيها أن تعتبر منظمة التحرير حركة تحرر ضد الإمبريالية الغربية والصهيونية، وبموجب ذلك يفترض ان تتمتع المنظمة بعلاقات مميزة مع الاتحاد السوفيتي وحليفاتها بما فيها روسيا وايران...، وهذا موقف مجمل حركات التحرر العالمية في حينه...، بينما الحقيقة بالنسبة لواقع منظمة التحرير الفلسطينية عكس ذلك تماماً، تحديداً حينما تراجع اليسار الشيوعي الفلسطيني، وإرتفعت أسهم حركة فتح داخل المنظمة، وحازت الأخيرة على دعم مالي وسياسي من حليفات واشنطن في المشرق العربي ومنها الكويت وتونس ومصر مع بداية حكم الرئيس السادات تحت شعار التعاون العربي، وهي دول تمتعت وتتمتع بعلاقات مميزة مع النظام الغربي.
بينما إكتفى هذا اليسار الماركسي وبعض الفصائل الصغيرة بنوافذ وشبابيك تَلِج من خلالها قيادة المُنظمة بحثاً عن المَنِ والسلوى في بلاد السوفيت وبعض عواصم الممانعة.
ووفق هذا الواقع لم تخرج منظمة التحرير الفلسطينية عن سياقات حركات التحرر الرديفة والمضادة ومنها الفصائل الكردية في العراق وايران وسوريا وتم تأسيسها بدعم أمريكي وغربي لتنافس حركات التحرر المدعومة من روسيا في جنوب وشرق اسيا وامريكيا اللاتينية وبعض بلدان افريقيا، وبهدف إعادة رسم خرائط المنطقة مجدداً وفق المصلحة الامريكية، وما عليك إلا تتبع دور الفصائل الكردية، وممارساتها المُربِكة في المنطقة منذ عقود ومؤخراً.
ولا يُعقَل في هذه الأثناء ان تؤسس منظمة التحرير الفلسطينية علاقات مميزة مع النظام السوري، لأنه لا يسمح لها غربياً، وأن هذه العلاقات السطحية والشكلية الأخيرة نتيجة مُناكفة خصومها في غزة "حركة حماس"، وهي بروباغندا أو فقاقيع إعلامية ومخابراتية، ولها أسباب عدة، منها كسب تعاطف ودعم وخداع الفصائل الماركسية "الشيوعية" داخل الساحة الفلسطينية والمصرية، وربما بهدف بناء قاعدة شعبية وخدماتية داخل بعض مخيمات سورية، مما يُتيح لها ممارسة دور إقليمي من خلال إعادة العلاقة المقطوعة مع حوانيت "دكاكين" بعض فصائل المُنَظَمة في دمشق، وهي نفس ميكافلية السياسة المصرية الحالية منذ عهد السادات، وميزتها السهوكة والتَسَوُل بحثاً عن الرُز الرخيص، وواقعها قائم على الخداع الإستراتيجي في العَلَن، بينما في الخفاء هناك علاقات تبعية حقيرة مع الإستعمار ومشاريع تمزيق المنطقة.
مصدر الخبر : بريد الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=27975&t=" منظمة التحرير الفلسطينية .... ورِمال سوريا المتحركة"&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"