هل شعار مصحف وسيف تم إستبداله بشعار مصحف وكيس سيرول وبعض المسكنات؟ حينما أخلقت الميادين واستخدم الرصاص القاتل ضد المظاهرات السلمية تَوَجَب على ثوار مصر إغتنام اللحظة التاريخية الفاصلة ومقاومة الإستبداد العسكري بمختلف أشكال القوة، وحينما قُتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب أثناء إقتحام إعتصامات المعارضة، وأغتصبت الفتايات داخل عربات الترحيلات وأقبية السجون، وحينما فتحت الميادين أمام الراقصات والمطبلاتية، وحينما كانت تلقي الطائرات الزهور والمياه المعدنية فوق تجمعات اولاد المِثالية، وحينما استغلت مجمل مُقَدِرات الدولة المصرية لصالح طرف دون الآخر، وحينما قُتل الألاف في الشوارع والميادين والبيوت والسجون وعربات الترحيلات، وحينما أغلقت المؤسسات الخاصة والأهلية، وحينما فُصِلَ العاملين في السِلك المَدَني والأهلي، حينما أُطلِق سراح مبارك ورجالاته، حينما وضعت الثورة في غياهب السجون، توجب الدفاع عن النفس والثورة والعِرض، وكيف يُقبل أن تمرر أكبر عملية إقصاء وإنفجار مجتمعي شهدها التاريخ بهذا الشكل الإجرامي. بإختصار المعارضية السورية واقعها المعاش أفضل، وهي في بحبوحة، ويمكنها التنقل والعيش في مجمل أرياف سوريا والعديد من مدنها، وتمتلك حرساً لثورتها، بينما المعارضة المصرية تفتقد للإقامة، ومطاردة في المنافي والنجوع والصحاري، وبعضها في السجون، أو تنتظر الإعدام شنقاً. أتدرون لماذا؟، لأنها معارضة مخترقة بواسطة نخب ليبرالية أو يسارية منذ الدقيقة الأول لإندلاع الثورة،مخترقة حينما تحالفت مع جورج إسحاق وحمدي قنديل ووحيد عبد المجيد وممدوح حمزة وعمرو حمزاوي ومحمد أبو الغار...، وحينما أشار عليها بعض كهول المجلس العسكري بضرورة تعين السيسي وزيراً للدفاع ومحمد إبراهيم وزيراً للداخلية وغيرهما الكثير هنا وهناك، ومنذ أن هَتَف المرشد العام رافعاً شعاره الشَهير "سلميتكم أقوى من الرصاص" مُتوقع أن يحدث تحرك إقليمي ودولي ضاغط، أو معتقداً بإمكانية الحوار مع بعض جنرالات العَسكَر، وأن هنالك عقلاء في البلاد، والنتيجة دخوله وإخوانه الثوار السِجون والمعتقلات، وربما يُعدَم مثلهُ مِثل عبد القادر عودة ورفاقه عام 1954م في عهد جمال عبد الناصر، حينما توسله ناصر وجنرالات العَسكر لكي يأمُر الحشود الضخمة لتُغادِر الميادين تاركة المجال أمام الساسة والنخب. إنشغلت المعارضة في المنافي بمتاهات فضائيات تُفتَح وأخرى يُعاد إغلاقها، وبعض البرامج الترفيهية، وعواصم تفتح أبوابها وأخرى تُغلق، وفي خِضَم هذا المشهد السريالي يسيل لُعاب بعض رموز المعارضة وتبتهج فرحاً لليبرالي أو يساري تحدث ببراغماتية ثورية هنا أو هناك، أتدرون لماذا تحرك بعض مدعي المعارضة الليبرالية واليسارية تاركاً مكان إقامته في لندن وبيروت والدوحة يلهث نحو إسطنبول، تحرك هذا البعض بهدف منع حَل جماعة الإخوان مؤقتاً، وحتى لا يُترَك الباب أمام شلاريحة الشباب وخياراتهاعلى الأرض، وتحرك هذا البعض بهدف وضع كوابح تمنع تصعيد وتيرة الخطاب الثوري في حال إعدام محمد مرسي ورفاقه . لا تُشغِلكم احاديث وإنتصارات داعش المزعومة كذباً في سيناء، وسوف تُحاربكم الدواعش وتهاجم ثورتكم المسلحة إذا إشتعلت في مدن الوادي والدلتا، وسوف تكفركم وتخرجكم عن المِلة، وسوف تُغازِل العَسكر، وما وقصة ولاية سيناء إلا لعبة مخابراتية تمت صنيعتها بهدف تمرير مسرحية الخداع الإستراتيجي ومنع تَمَدُد الثورة، وبهدف مغازلة الغرب الإستعماري والإحتلال الصهيوني، وبهدف دَفع الثورة نحو الركون والإستكانة والإنتظار، وتنتهي ثورتكم بفنكوش، وتنجح المؤامرة في مسارات تضيِق الخناق على غزة، والعَبث في أمنها ووحدتها. لقد تجاهلتم أيها الثوار سُنَن النصر والتمكين، وإن أبرزها إمتلاك القوة المادية والعسكرية، وهذا ما عَقِلَهُ دهاقنة الإنقلاب وَكَهانوتِه. مصدر الخبر : بريد الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=28026&t=" حكاية السلمية والرصاص والفرعون؟"&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"