لا يراجع نفسه، من يكرر نفسه، واعلم أن الذي يكرر نفسه هو الذي يضرب صفحا عن قراءة من يخالفه الرأي، أو الموقف، أو الإنتماء، أما العقيدة فتلك هي عقبة كأداء، عزيز عليه أن يقتحمها، وما هو بمقتحمها، والحالة هذه..إن مراجعة الرأي، أو الموقف، أو الإنتماء، أو العقيدة، تبقى متوقفة، انعداما وضيقا واتساعا، على حظ حضور الآخر، المخالف لنا، في حياتنا..ومن ثم فاعمل على أن يكون الآخر هو مختبرك، من خلاله تراجع، وتصحح، وتثبت مخزونك الثقافي، رأيا وفكرا، وانتماء، وعقيدة، وإلا فإنك لن تكون بمنجاة من قوله تعالى (بل قالوا إنا وجدنا آباءنا عل أمة وإنا على آثارهم مهتدون)، في الفكر، (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون)، في العمل، الزخرف آية 22 و 23. ومن ثم فالمراجعة مطلوبة في الفكر، والعمل، بالنص القرآني، ولن تكون إلا بحضور الآخر، المخالف لنا، في حياتنا..