قال الكاتب الصحفي المصري فهمي هويدي إنه حين رفع العلم الفلسطينى على مبنى الأممالمتحدة ومكاتبها بنيويورك فى الأسبوع الماضى، كانت إسرائيل قد فتحت باب «الرحمة» الذى أغلقه صلاح الدين قبل 800 سنة لصد الغزاة القادمين من الشرق، وذلك تمهيدا لإقامة كنيس لليهود داخل باحة المسجد الأقصى ضمن مشروعهم لاقتسام المكان مع المسلمين". وأشار هويدي ، في مقال له بعنوان " الأسوأ والمفاجئ فى المشهد الفلسطينى" في صحيفة "الشروق" المصرية، أن "الحدث الأول الذى رفرف بمقتضاه العلم الفلسطينى فى سماء نيويورك كان محل حفاوة كثيرين. إذ أبرزته جريدة «الأهرام» وجعلته عنوانا رئيسيا لصفحتها الأولى (عدد الأول من أكتوبر)، ونقلت عن الرئيس الفلسطينى الذى حضر المناسبة مع الأمين العام للأمم المتحدة قوله إنه يوم «فخر واعتزاز». وتابع هويدي "أما الحدث الثانى على خطورته فلم يأت على ذكره أحد، باستثناء الصدى المتوقع بين الفلسطينيين فى الأرض المحتلة وبيانات الشجب التقليدية التى صدرت عن بعض العواصم العربية. وإذ استوقفتنى المفارقة، فإننى وجدت أن رفع العلم الفلسطينى على مبانى الأممالمتحدة خطوة جديرة بالحفاوة حقا، لكنها تظل إنجازا أدبيا وسياسيا يقدر فى تلك الحدود". وأضاف هويدي أنه "بالمقابل وجدت فتح باب الرحمة بعد إغلاقه طوال ثمانية قرون إنجازا إسرائيليا لم يجرؤ أحد من القادة الصهاينة على الإقدام عليه منذ احتلال القدس فى عام1967 . ووجدت أن المقابلة والتزامن بين الحدثين لها دلالتها العميقة التى تصور حقيقة العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ذلك أن إسرائيل ظلت طول الوقت معنية بالأرض. وتركت الحرية للفلسطينيين والعرب أن يتحركوا فى الفضاء كما يشاءون، لذلك قلت فى التعليق على المشهد إن الإسرائيليين أكلوا الأرض والفلسطينيين والعرب أكلوا الهواء". وأوضح هويدي أن "أبومازن عبر عن ذلك فى الأسبوع الماضى أمام الأممالمتحدة، حين ذكَّر الجميع باتفاقية أوسلو التى نصت على مرحلة انتقالية مدتها خمس سنوات. بعدها يتمتع الفلسطينيون بالاستقلال التام فى «دولتهم». ولكن إسرائيل التى تعهدت بذلك منذ 22 عاما تركت الفلسطينيين يأكلون الهواء. وتمددت على الأرض حين زادت من الاستيطان بنسبة 20٪، وظلت تتحدث عن مفاوضات السلام فى حين لم تتوقف عن ابتلاع الأرض وتمعن فى تهويد القدس. وها هى تحاول الانقضاض على المسجد الأقصى بكل جرأة وصفاقة".