حدث مولانا الشيخ التيساوي وهو لفن المقامة عاشق وهاوي، قال: "بعد الذي كان بينى وبين أم عسير من شجار وعراك وشخير وسوء تقدير ... وبعد الرعب الذي أصابني لما رأيت ما يحدث من شجار بين الخلفاوية ومنانة الرهدانة واستقبالهما لأم عسير بالنطاح والعويل ... وبعد التأبيدة التي نالها جلال من حميدة، قررت الرحيل معرضا عن هذا الصنف من النساء لما يتصف به من شدة بطش ومكر ودهاء"! سحب شيخنا التيساوي نفسا عميقا وقال: " اقتديت بالحسين رضي الله عنه وقلت "هيهات منّا الذلّة" ثم ركبت البحر ويممت وجهي تلقاء بنات بني الأصفر ، فهناك الرقة والجمال وحسن الاستقبال ... ثم طال بي الترحال وأنا من دولة لدولة وقارة لقارة حتى عبرت المحيط وحللت بالدولة القارة التي اسمها أستراليا وهناك ترى العجائب والغارئب وتلاقح الأعراف والأجناس، رومية وجرمانية وأنقليزية وغيرها من العناصر البشرية! ... ترى الشقراوات في أحسن المظاهر والحالات"! قال مولانا: "هنا يكون الإختيار لعشيرة العمر وربة الدار وأم الصغار! ... بها يصلح الله حالي ومآلي ويحسن نسلي ويجمل أطفالي، ... وبها أٌقطع مع السلالات التي ليست من الأحياء ولا من الأموات! ... سلالات إن نظرت إليها أرعبتك، وإن غبت عنها "ريّشتك" وإن أمرتها تجاهلتك أو وبّختك"! صمت قليلا ثم استأنف "ولم يطل بي المقام حتى وجدتها من أجمل الأنام وما هي إلا شهورا معدودة حتى حلت في بيتنا أجمل مولودة، ... ودون أن نقلب "البرمة على فمها طلعت البنية للأمها" .... ومن شدة فرحي بها نشرت صورتها وخبر ميلادها في الفايسبوك طمعا في كلمة "مبروك" وإذا بجلال يخاطبني من وراء البحار والجبال ويقول"ابنتك لابني من غير نزال أو جدال، فابني من خير الرجال، وأنا السابق في كل الأحوال، وإن لم تكن البنت لابن عمها فمن ذا الذي يلمّها"!! قال التيساوي: " يا جلال يا أعزّ الرجال، تعلم ما كان مني من شقاء وترحال حتى أحسن نسلي وقادم الأجيال ولما ولدت شقراء ذات جمال تريدني أن أردها إلى أم عسير وخلفاوية ومنانة الرهدانة ووفاء إن هذا لعمري أشدّ البلاء"!! كشّرت وفاء وكشفت عن مكر ودهاء وقالت: "قبل أن تفخر بمولودة الشهور المعدودة عليك إجراء تحاليل مقصودة فربّما تصبح المولودة موؤودة وأمها مفقودة"!! نغّصت وفاء عن مولانا التيساوي فرحته فأزبد وأرعد ثم ركل الجهاز وكان ذلك منه آخر اتصال! والأبحاث جارية! صابر التونسي 17 نوفمبر 2015