الأصل فيه أن يكون المثقّف في أي عصر و أي مصر مثالا للوعي و مضربا للمعرفة ، و أكثر منه الفنّان الذي يتحلّى بالذوق الرفيع و الحسّ القويم حتّى يمكن أن يكون – جهة – فاعلة في الإرتقاء بمواطنيه و من يصله أثره ، بل إنّه يستعمل فنّه و معرفته في – تثقيف – و صقل أفكار و مشاعر شعبه ،،، إلاّ أن يكون – ثقفوتا – هجينا جاهلا بأصله و مستهترا بقيمه كحال حفنة أشباه الفنانين عندنا ، حفنة لم تكنه من الفنّ سوى التفسّخ و الإنحلال و التميّع و محاربة القيم و الأخلاق و الدّين قصْدا و ترصّدا ، حفنة – خانها ذراعها – للتمكّن من أصول الفنّ و غابت عنها المهنيّة فراحت تبحث عن توظيف عناصر الفساد و الإفساد علّها تخلق نوعا من الإبهار أو تجلب لها الأنظار ... و لعلّ ما تفتّقت به قريحة السنمائيّة سلمى بكّار أخيرا خير نموذج على هذا الإخفاق الفنّي و الإستهتار الأخلاقي والإنحطاط القيمي والفكري لدى بعضٍ من نخبة الفنّ التي تشين جدّا و تسيء إلى المشهد الثقافي التونسي ... سلمى بكّار الكبيرة سنّا و اشتغالا في الحقل السنمائي صرّحت تصريحا واضحا أنّه لابأس من كشف السّتر و خرق نواميس الفطرة في الحياء و الحشمة ، بل إنّه من الضروري أن تظهر علينا ( فنّانات ) مهرجان الغلبة السنمائي عاريات الصّدور و الأفخاذ و أن لا – يحرمن – التّوانسة من هذا الفيض من أكداس اللحم الأبيض المتوسّط رغبة في إضفاء مسحة من الجمال و الدّلال و الهبالْ ...! سلمى بكّار التي بلغت من العمر عِتِيّا و خاضت في عالم -فنّها - عقودا من الزّمن فما خلّفت إلاّ أفلام الحمّامات و العُرْي التي لا تحمل أي همّ و لا تتناول أيّة قضيّة نافعة ، هي مع هذا الرّصيد الخائب لم تتورّع عن اغتيال الفضيلة و هتك ستر الله و الإستهتار بقيم الشعب و أعرافه ، كما أنّها لم تهتد فهْما و سلوكا إلى أنّها تحلّل ما حرّم الله و رسوله و أيضا تستهجنه كل الأذواق السليمة و ترفضه أصول التربية القويمة ...