تابعت بعض التجاذبات في المواقف بين الأصدقاء من مكونات الترويكا والتي كان بعضها تلميحا واشارة وأحيانا همزا وأصبح جزءا كبيرا منها اليوم شهادات ومواقف مرئية ومسموعة ومقروءة. أستمعت وقرأت لكثيرين وهم من الذين كانوا في سدة القيادة أو معنيين مباشرة بالانتخابات. تحدث الرؤساء د. المنصف المرزوقي ود. مصطفى بن جعفر والمهندس حمادي الجبالي عن جزء يسير من تلك المرحلة وأدلى العديد من الوزراء ومن القادة الحزبيين بشهاداتهم بخصوص تلك الفترة أو جزء منها. وكتب البعض فيها بشكل غير محايد وسعى آخرون لتصفية حسابات مع خصومهم أو خصوم "الطرف الذي لن يظهر ابدا في المشهد" والذي يطلق عليه التونسيون تندرا لفظ "العرف الكبير" أو "صاحب المشروع والرؤية والتوجه والأمكانيات". والذي لاحظته شخصيا هو أن الذي" كان واحدا من الاحتمالات بالأمس" اصبح حقيقة ثابتة يروج لها اليوم ويسعى لأقناع الناس بها. و أن الذي ساهم بجزء من مشروع أصبح يسعى أن ينسب المشروع لنفسه والذي كان أحد معاول التعطيل والهدم بالأمس ربما يصبح هو صاحب المشروع برمته غدا. تحدث قادة من حزب حركة النهضة وحزب المؤتمر وتفرعاته وحزب الارادة وحزب التكتل وبقي الجانب الأهم في نظري وهو التقييم الذي لم يحصل الى حد الآن وينسحب هذا على مراحل الفترة الأنتقالية الثلاثة وكذلك الانتخابات الرئاسية والاعتماد على الأرشيف والشهادات اذا أردنا اعطاء كل ذي حق حقه وحتى نبني المستقبل على الثوابت لا الشعارات .
وبعيدا عن التخوين أوالتندر أو التعالي فاني أدعو الأفاضل - وكل له فضل- من المستقلين سياسيا والذين كانوا فاعلين و شهودا على تلك المرحلة أو ساهموا فيها بالشروع في جمع ما لديهم من وثائق وأرشيف متاح - بشكل لا يمس بأمن البلاد ولا يتعرض للحياة الشخصية للأفراد ويحترم المقاييس المهنية والأخلاقية المتعارف عليها ويبدؤوا بالتوثيق والدراسة والتحليل والنشر بعيدا عن أي ضغوط داخلية كانت أو خارجية. شعارنا في ذلك الحقيقة ولا شئ غير الحقيقة. أنور الغربي