لمّا تنحصر المعركة بين كاره الله والدين والمتديّن وبين الإسلامي، في إثبات الانتساب للإخوان المسلمين أو في العمل على نفي ذلك، فاعلم أنّ المسألة باتت مسألة مروءة ليس إلّا!... ذلك أنّ الإخوان المسلمين لم يُجرِموا في دنيا النّاس في حقّ النّاس ولم يجرّموا فيها الأسوياء من النّاس، بل كانوا دائما دعاة إلى الله تعالى، لم يُعِقهم في الدعوة إلّا عدمُ اهتدائهم - ربّما - إلى اختيار الطريقة المثلى لإبلاغ صوتهم أو التعامل مع بعض البشر ممّن ظلّوا قابعين في زاوية مظلمة يغشاها قوله تعالى [ولن ترضى عنك اليهود ولا النّصاري حتّى تتبع ملّتهم]!... فصاحب المروءة اليوم هو من يدافع عن الإخوان، ومن يدّعي الانتساب إليهم رغم عدم انتسابه الفعلي إليهم، وليس ذلك المتهاون المتخاذل المخذّل لهم ممّن ينفون عن أنفسهم الانتساب، ولا ذلك الخبيث المتربّص بالمسلمين ممّن يجرّمون النّاس بالانتساب!... فالإخوان – عند العدول أهل الحقّ - هم من أكثر النّاس مجاهدة للظلم والظالمين!... وإذا أخطأوا في مصر بتوظيف صفّهم دون غيرهم، فإنّ ذلك قد جاء اجتهادا منهم تبعا لحرصهم على إصلاح الشأن، وإنّ انقلاب السيسي - لعنه الله - على مرسي، لدليل إن شئنا على صحّة توجّههم، وإن أطنب النّاس في لومهم على توجّههم!... فإنّ خطأ وحيدا في التعيين كان كافيا لانقلاب الطالح على الصالح، والقضاء على ثورة جاءت لتخرج مصر من الدكتاتوريّة إلى الديمقراطيّة التي طمّعت المصريين في عزّة أنفسهم وفي امتلاك قرارهم وتوفير حاجاتهم واستقلالهم عن الأيادي الآثمة القعيدة التي تجرّمهم وتجرّم اليوم مَن يدفع عنهم!... لن يكون المنتسب للإخوان أو المدافع عنهم أسوأ من الكلاب الذين ناصروا الانقلاب على الديمقراطيّة وأعادوا الأصنام للتحكّم في الرّقاب دون رحمة أو رأفة بالرّقاب... ولن يكون أسوأ من دعاة الديمقراطيّة والحريّة وحقوق الإنسان، الذين خنسوا دون مواقف يرقبون مفعول الأيّام، ثمّ مالوا إلى الدكتاتوريّة – منافقين مكذّبين مبادئهم - يجمّلونها وانقلبوا على الإخوان يجرّمونهم ويحمّلونهم أوزارهم!... لن أناصر - إذا ناصرت - إلّا طالب حقّ ساعٍ إلى كسر قيود الشعوب!... ولن أناصر أبدا ظالما كذّابا أشرا، اختارته القوى الصهيونيّة لضرب الأنفة العربيّة والعزّة الإسلاميّة!... وسوف يأتي بإذن الله اليوم الذي فيه يقضّ الإسلام مضاجعهم ويضرب أسسهم فتهوي بهم في هاوية دون قاع عروشهم!... والخزي واللعنة على كلّ من يدوس على رؤوس المظلومين... والإخوان اليوم في العالم من أبرز المظلومين!... وإنّي مع الإخوان – ما استقاموا وثبتوا على الحقّ – إلى يوم الدّين وضدّ كلّ منافق أثيم!... عبدالحميد العدّاسي، 02 يونيو 2016