أقرأ في صفحة أخي صالح العابدي حرص إخوتنا في المجموعة الأمنيّة 87، المعروفة بمجموعة الإنقاذ الوطني، الموسومة بشهيدها الفذّ الرّائد المنصوري، ضحيّة جلّادي الدّاخلية، بداية عهد السابع من نوفمبر سيّئ الذكر... وأرى بالمقابل تمييع القضاء العسكري للقضيّة وعدم جدّية المحكمة العسكرية الابتدائية بتونس، في إلزام المجرمين بحضور الجلسات، ما جعلها تكتفي بتأخير النّظر، دون نظر إلى حال المظلومين الذين ظلموا بالجلد والتعليق حتّى الموت والإعاقة، وبالإهمال حتّى اليأس من وجود رجل ذي مروءة، يعاملهم كما لو كانوا تونسيين ولو بدرجة أولئك المجرمين!...
ذكر أخي صالح بعض أسماء المجرمين الذين هم في نظر القانون متّهمون، فسمّى المخلوع المحال على القضاء غيابيا وسمّى الجنرال الحبيب عمار والمنصف بن قبيله ومحمود بن عمر وعبدالرحمان القاسمي وزهير الرديسي... ولو استرسل في ذكر المتّهمين أو قل المجرمين في حقّ المجموعة دون أن يكونوا في أصلهم مجرمين، لذكر الذين حرّروا المرسوم عدد 1 الذين استثنوا أفراد المجموعة الأمنيّة 87 من العفو التشريعي العام، والذين لو فعلوا لخفّفوا من وطأة التعذيب ورأونا جميعا أميل إلى النّسيان، ولذكر كذلك كلّ الحكومات المتعاقبة من لدن الثورة وحتّى يوم النّاس هذا، وفي طليعتها جميعا حكومة الترويكا، ولذكر المجتمع المدني وحقوق الإنسان مستثنيا الشرفاء منهم الذين بذلوا الجهد مضاغفا لتنسية الخذلان والتخذيل الجماعي... ولذكر الكثير ممّن شجّعوا المجرمين الأصليين الموسومين الظلمة على عدم الحضور بالمحكمة، فإنّ فاقد الدعم والسند كثير الضعف سهل الاستهداف، يطمع فيه كلّ خسيس!...
سوف نواصل النداءات واستصراخ النّاس، عسى أن يبرز من بينهم أهل مروءة تنبّهون إلى مظلمتنا ويطالبون بإنصافنا وجبر أضرارنا وحفظ قيمنا، ولن يكون دعم أكبر للفساد من ممالأة المجرمين، والسكوت على جرائهم!... فهلّا ههبتم مسرعين كثيرين ترينونا منكم مروءة نحن في أمسّ الحاجة إليها، أم أنّ الأرض قد خذبتكم إليها فآثرتم القعود!... نسأل الله صلاح الحال...