أسفرت عملية الإنتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدةالأمريكية عن صعود دولاند ترامب إلى دفّة الرئاسة في صورة فاجأت جميع الأطراف وكذبت كل الإستطلاعات التي بينت أن هيلاري كلينتون هي المتقدمة. دولاند ترامب الذي سيحل بالبيت الأبيض أثار جدلا كثيرا حول تصريحاته عن الأقليات مثل المسلمين والعرقيات وخاصة السود وتهجم على المرأة بحكم أن المنافسة له امرأة وأصبح كلامه مثارا للتفكه والتندر. غير أنه -وقبل انتهاء الحملة بقليل – هدّأ من خطابه وعدّله في اتجاه طمأنة الأطراف التي تهجم عليها سابقا، وفي خطابه الأخير الذي أعلن فيه عن فوزه طمأن الأمريكيين من أنه سيكون رئيسا للجميع وأنه لا مجال للصراع مستقبلا ووعد ببناء أمريكا موحّدة "كما أنه حان الوقت لتضميد الجراح والإتحاد" كما ذكر في خطابه. وفي مقابل ذلك تلقى الأوربيون خبر فوز ترامب بقلق شديد وكان بمثابة"الزلزال الديمقراطي" كما عبّر عنها أحد مراسلي قناة ألمانية .. وقد ترجم هذا القلق في تصريحات لوزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين اليوم الأربعاء، إن تقدم المرشح الجمهورى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب "صدمة كبرى" وطالبته بتأكيد التزامه تجاه حلف شمال الأطلسي. وأضافت لتلفزيون "ايه.آر.دي" الألمانى: "أعتقد أن ترامب يعلم أن ذلك لم يكن تصويتا له بل كان (تصويتا) ضد واشنطن... ضد مؤسسة (الإدارة الأمريكية)." وتابعت: "كانت صدمة كبرى عندما رأيت إلى أين تسير الأمور" وقالت فون دير ليين وهى عضو فى حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: "بالطبع نحن الأوروبيين كحليف لحلف شمال الأطلسى نعرف إنه إذا أصبح دونالد ترامب رئيسا سيوجه سؤال: ما هى مساهمتك فى هذا التحالف؟." وأما وزير الخارجية الألماني شتاين ماير فاعتبر أن الإنتخابات الأمريكية قد أفرزت انقساما في المجتمع الأمريكي. ولكن الرئيس الروسي فقد كان أول المهنئين لترامب بفوزه ودعا إلى الخروج من وضع الأزمة مع الولايات المتحدّة الأمريكية واستعادة كامل العلاقات معها وأن روسيا مستعدة للقيام بدورها في ذلك. وحذر الرئيس الفرنسي من مرحلة من الغموض بعد انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدّة الأمريكية. واعتبر رئيس البرامان الأوروبي أن هذه لحظة صعبة ونتمنى على ترامب أن يحترم الإتحاد الأوروبي ومؤسساته. وتبقى في الأخير الأنظار مشدودة إلى ساكن البيت الأبيض الجديد وما سيقدم عليه ومدى جديته في تطبيق وعوده وما سيفعله تجاه التحديات التي تواجه البلاد داخليا ومدى تسييره للشأن الخارجي وخاصة في الشرق الأوسط والحرائق التي اشعلها سلفه أوباما.