أكبر وأخطر وأحقر كذبة يروج لها هاته الايام أن العدالة الانتقالية لايمكن لها أن تنجح إلا في الدول ذات الخلفية المسيحية لأن المسيحية تقر بمبدإ الاعتراف بالخطيئة والعفوعنها، "وهذا هوالشيء الغير موجود في الاسلام وفي الحضارة العربية الاسلامية عموما."..... إستمعت الى هاته الاراجيف مجددا، على لسان المدعو عبد الجليل بوقرة الذي قدموه على أساس أنه مؤرخ، فلم أر فيه إلاّ مزيّف تاريخ، متخرج من مدرسة المستشرقين بالمغرب العربي ورمزهم الاعلى الماريشال ليوطي le marechal lyautey، الحاكم العسكري للمغرب أيام الاستعمار الفرنسي الذي كان يعتبرالاسلام دين عنف، وأن المسلمين لا يحكمون إلاّ بالقوة لانهم لا يعرفون الرحمة........ غادرتْ فرنسا لكن كما قال المناضل "جيلبير نقاش" الاستقلال لم يكن إلاّ "تونسة للاستعمار" وتركت بيننا تلاميذ المستشرقين الذين تولون إضفاء الشرعية على "المحتل المحلي"، فبدأوا يلوكون نفس الكلام عن الاسلام والمسلمين الذين لا يحكمون إلاّ بالحديد والنار... وعن الزعيم والسلطان العادل ....
مدرسة عهر فكري أضفت شرعية على كل التجاوزات والخروقات التي كشفت عنها "هيئة الحقيقة والكرامة". نراهم اليوم ينشطون مجددا في وسائل الاعلام ويقدمون على أساس أنهم "نخبة حداثية " وما هي الانخبة عقيمة وقروسطية، خطيرة على إستقرار بلادنا وأمنها، ولا فائدة في ذكر الاسماء، فهي معروفة. وفقدت كل مصداقية.... لكن أريدالتأكيد لهؤلاء الجهلة على أن الاسلام الذي درسناه وعرفناه ونعرفه ونمارسه باسنثناء البعض من المتطرفين الذي لا يخلو منهم دين هو إسلام "العفو عند المقدرة ", و"إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " "فمن عفا وأصلح فأجره على الله إن الله لا يحب الظالمين "......الآيات القرآنية التي تدعو إلى العفو والصلح عديدة وعديدة، ولكن أيضا وجب التأكيد أن من أكثر العبارات ترديدا في القران هي ......العدل..
أريد التذكير، أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما دخل مكة أتاه أعيان مكة الذين إضطهدوا المسلمين، اعتذروا واستفسروه عن وضعيتهم فقال لهم " إذهبوا فأنتم الطلقاء"، فكانوا من أكثر الناس دفاعا عن الدولة والمشاركين فيها. أول دولة إسلامية أقيمت إذا....على العدالة الانتقالية.......اليس ذلك مؤثرا ومعبرا؟ لمن مازال يجتر هكذا "إستشراقيات" نحيله الى نجاح تجربة العدالة الانتقالية بالمغرب الشقيق، ولو أن التجربة ما زالت تشكو بعض النقائص....... لذا عندما يجتمع الجهل، مع الوصولية والتمعش لدى سلطان جائر، فاعلم إنك أمام حثالة القوم، أمام.. عبيد المستشرقين......