نكتة سمعتها منذ أكثر من ثلاثة عقود أصبحت أستعملها في تحليل بعض المواقف والتصريحات. والنكتة مفادها أن جائعا محتالا أراد أن يأكل مجانا في أحد المطاعم فحمل في جيبه فأرا ميّتا وذهب إلى مطعم وطلب ما لذّ وطاب من المأكولات ومعها صحفة حساء أو "شربة" وبعد ان حشى بطنه تماما وفي غفلة من صاحب المطعم وروّاده وضع الفأر الميت في الحساء وصرخ بأعلى صوته في المطعم "ماهذا" ... فأر ميّت في الشربة"؟ وتظاهر بالغثيان والقيء ثم غادر المطعم دون أن يدفع شيئا! وروي القصة لصديق له، أراد بدوره أن يجرّب حظه في مطعم آخر فطلب مأكولات عديدة من بينها الحساء أو الشربة ولكن صاحب المطعم أعلمه بأن لا وجود للحساء المطلوب، فأجاب المحتال "أين سأضع فأري إذن"؟ وأصبحت هذه العبارة تحيلني على كل من يريد أن يقحم كلاما أو موقفا في غير موضعه أو بغير سياقه! شخص عنده مشكلة مع موضوع معيّن تصبح كل محاولاته لإقحام ذلك الموضوع في كل نقاش أو موضوع يطرح! واحد غاضب من موقف يردّ الفعل عن موقف آخر، وتجد همّ هؤلاء القوم البحث المستمرّ عن "حساء أو شربة" يضعون فيها "فأرهم! وليتهم يكتفون بذلك ولكنهم يعمدون أحيان إلى إلقاء "فئرانهم" بشكل مفضوح مع البيض المسلوق أو الفلفل المقلي وغير ذلك من الأصناف التي يستحيل عقلا أن لا ينتبه إليها "الطباخ"! لو أنهم استبدلوا الحساء والشربة "بالملوخية" مثلا لكان اجتهادهم صائبا ومتطوّرا ولكنهم "محتالون" ولا يحسنون صنعا! يُطرح موضوع عن الحبّ والجمال تأتيه مثلا تعليقات عن علمانية النهضة! يُطرح موضوع عن التغير المناخي والجفاف والرياح والثلوج والأمطار والزلازل والحرّ والبرد والبيئة والتلوث تأتي تعليقات عن سوء تصرف النهضة وفشلها وتسببها في كل الكوارث! تُطرح مشكلات إجتماعية أو موضوعات دينية تأتيك تعليقات عن فشل النهضة وخيانتها للثورة والناخبين! يُطرح موضوع يناقش مسألة حصلت في ألمانيا يأتيك النقد للنهضة في تونس! يُطرح موضوع عن طير الحمام تأتيك تعليقات عن حمامة النهضة، ولا أستغرب أن يصبح ابن حزم الأندلسي نهضاويا أو مؤسسا للنهضة فقد كتب كتابا كاملا عن الحبّ سماه "طوق الحمامة في الإلف والإلفاف"! دعوة لجماعة "فاري وين انحطو"؟ ارتقوا بوعيكم وتخلصوا من "فئرانكم الجيفة" فذلك ما يرفع أقداركم ويجلب لكم الإحترام وأما سبّ النهضة في موضعه وغير موضعه فلا يسيء إلا إليكم وإن ظننتم أنكم تحسنون صنعا! وإذا صادف أن يكون موضوع النقاش النهضة وسياساتها وإنجازاتها وتحالفاتها وخيانتها أو أمانتها! فاجلبوا عليها بخيلكم ورجلكم ولا تبقوا منها ولا تذروا!! ارتقوا يرحمكم الله!! صابر التونسي 24 أكتوبر 2017 مصدر الخبر : الحو ا ر نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=30364&t= جماعة "فاري وين انحطّو"؟&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"