كشف رئيس المجلس الإسلامي بالدنمارك عبد الحميد الحمدي النقاب عن أن عناصر مقربة من دولة إيران عرضت عليهم قبل عدة أشهر التكفل ببناء المسجد وسط العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، لكنهم رفضوا القبول بمساعدات مشروطة. وأوضح الحمدي في تصريحات خاصة ل "قدس برس" أن الأمل في بناء مجمع ثقافي إسلامي يحتوي مسجدا ومركزا ثقافيا إسلاميا مجهزا بمكتبة إسلامية حديثة، لازال حلما يراود مسلمي الدنمارك، لا سيما بعد موافقة الحكومة الدنماركية على هذا المشروع، ووجود المكان المناسب لتنفيذ هذا المشروع في قلب العاصمة كوبنهاغن وفي وسط أحياء ذات كثافة إسلامية عالية، وهومكان قد يضيغ في حال عدم التحرك بالسرعة اللازمة. وأعرب الحمدي عن أمله في أن تتحول الوعود التي حصل عليها من عدد من المعنيين بالشؤون الإسلامية في بعض الدول الخليجية إلى أمر واقع قبل فوات الأوان، وقال: "لقد قمت بجولة عربية عندما حصلنا على الموافقة الرسمية من بلدية العاصمة كوبنهاغن على بناء المشروع عام 2006، والتقيت بعدد من المسؤولين الرسميين وقادة الجمعيات الإسلامية المعنية بأمور الإسلام والمسلمين وشرحت لهم واقع المسلمين في الدنمارك والموقف الإيجابي للحكومة الدنماركية التي وافقت على طلب للمسلمين ببناء مركز ثقافي إسلامي وسط العاصمة كوبنهاغن، واستمعت لردود فعل إيجابية مقرونة بوعود حماسية كبيرة لدعم هذا المشروع الحلم الذي ينتظره مسلمو الدنمارك منذ أربعين سنة". وأضاف الحمدي "مرت الأشهر والاتصالات والزيارات للعديد من الشخصيات المعنية بالشأن الإسلامي إلى الدنمارك دون أن يتحقق شيء على أرض الواقع إلا البسيط النادر من بعض الحادبين على الإسلام والمسلمين من العرب المسلمين، بينما تمكنت الطائفة الشيعيبة في وقت قصير للغاية من الاستعاضة عن مشروعنا بتنفيذ مشروع خاص بهم رعته دولة إيران، وبقي أهل السنة في الدنمارك أيتاما ينتظرون وعودا ببناء مركز إسلامي، ضمنه مسجد بالمنارة والقبة، يكون منارة للإسلام الوسطي المعتدل، وجسرا للتواصل مع العالم الإسلامي، وهذا المركز الإسلامي سيكون منفتحا على مختلف شرائح المجتمع الدنماركي، ليعرف بالقيم الإسلامية السمحاء وليحفظ أجيال المسلمين الثانية والثالثة من الضياع والتيه في عالم الجريمة والإرهاب"، على حد تعبيره. وكان استطلاع للرأي نشره التلفزيون الدانماركي قبل عدة أيام ونشرته وسائل إعلام دنماركية ودولية، قد أظهر أن ثلثي الدانماركيين يدعمون بناء مساجد في المدن الدانماركية،وهي النتيجة التي اعتبرها الحمدي بمثابة المفاجأة التي يجب استغلالها بالطريقة المطلوبة خدمة للتعايش والتسامح والسلام والاستقرار والانفتاح، على حد تعبيره.