منعتني المشاغل من التعليق على المقال الأخير للدكتور النجار , ولكن ها أنا أختلس شيئا من الوقت لذلك و لا عبرة بكم من الأيام مضت على صدور المقال ؟ يظهر أن الدكتور النجار استوحى عنوان مقاله من خارطة الطريق الموقعة بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني برعاية أمريكية ولا أدري هل ما زال هناك من يتحدث عن هذه الخارطة سوى الفلسطينيين المهرولين نحو التطبيع مع الصهاينة ؟؟فقد أعرض عن هذه الخارطة بني صهيون وألقوا بها في الزبالة رغم ما فيها من إذعان للفلسطينيين لشروط الصلح الإسرائيلية ونقضوها عروة عروة كلما جاءت حكومة نقصت ماتفقت عليها سابقتها مع الفلسطينيين مصداقا لقوله تعالى (أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم ) ولا أدري هل خارطة طريق الدكتور النجار هي اقتراح لحل الأزمة ؟؟ أم وصفة طبية لا مناص من الأخذ بها ؟؟ يمكن القول إنّ انتهاء موسم الانتخابات الماضية ينبغي أن يكون افتتاحا لمرحلة جديدة من مراحل الحياة السياسية والاجتماعية في تونس، يبدأ الدكتور حديثه بكلمة يمكن لينقضها في وسط الجملة نفسها بقوله ينبغي ولا أدري كيف يلتقي الوجوب والإمكان في قضية واحدة أم أن الجهة منفكة كما يقول علماء المنطق ؟؟ ليخبرنا الدكتور بذلك؟؟ ثم لا ندري لم ينبغي أن يكون انتهاء موسم الإنتخابات افتتاحا لمرحلة جديدة من مراحل الحياة السياسية ؟وحتى لوفرضنا جدلا أن يكون ذلك كذلك فهل ينبغي أن يكون افتتاح المرحلة الجديدة من مراحل الحياة السياسية ....كما يتصوره الدكتور النجار أم ماذا ؟؟ وما رأي الدكتور النجار أن يكون افتتاح المرحلة الجديدة لا بالمصالحة بين أبناء الوطن الواحد بل بالبحث عن طريقة خبيثة لتوريث الحكم لمن يختاره بن علي من عائلته الموسعة ؟؟ هل في ذلك من حرج؟؟وبقطع النظر عما تمت به تلك الانتخابات وبالطريقة التي تمت بها، وبالنتائج التي انتهت إليها، فلم يعد الخوض فيها يجدي كثيرا، وإنما المجدي هو أن يتجه النظر إلى المرحلة المقبلة. أما أن الخوض فيها لم يعد يجدي كثيرا، فلأنها لم يكن فيها ما هو استثنائي بالنسبة لما قبلها، وهو ما يضعف كثيرا استفادة العبرة منها. وأما أن المجدي هو الخوض فيما بعدها فلأن المستقبل هو الذي نملك بعض أوراقه، فنستطيع التأثير فيه بعض التأثير، وتوجيهه بعض التوجيه.ولا أدري كيف يمكن للدكتور النجار أن يغض النظر عما تمت به تلك الإنتخابات وبالطريقة التي تمت بها وبالنتائج التي انتهت إليها؟؟ يا دكتور النجار إن الطريقة التي تمت بها الإنتخابات و النتائج التي انتهت إليها ونظام المحاصصة التي اتبعها نظام بن علي مع المعارضة الكرتونية التي صنعها ينبؤك عن عقلية هذا النظام وعما يستبطنه وإليك بعض الإستخلاصات نظام بن علي لا يرضى بالتعامل إلا مع المعارضة الخاضعة لسلطانه يعطيها ما يشاء هو من المقاعد البرلمانية لا مجال داخل ديمقراطية بن علي لتحكيم صندوق الإقتراع لأنه يعلم جيدا أن ديمقراطية حقيقية قد تأتي بغيره للحكم وهذا ما لا سبيل إليه نظام بن علي يخضع المعارضة والشعب لمنطق : أعطني ما أريد أعطيك ما تريد فإن عصيتني في ما أريد منعتك مما تريد وإن عصيتني في ما أريد منعتك مما تريد ولا يكون إلا ما أريد؟؟ ولا يجهل ذلك إلا الغافل ؟؟وفي جميع الأحوال إن غضضت أنت نظرك عن هذه الأمور فلن يساعدك الحظ في توصيف الدواء لأن الدواء والعلاج لا يكونان إلا مع التشخيص الصحيح للمرض؟؟ويا دكتورنا الفاضل قلت في الجملة السابقة أن انتهاء موسم الإنتخابات ينبغي أن يكون افتتاحا لمرحلة جديدة داخل الحياة الإجتماعية والسياسية التونسية والآن نراك تقول أن هذه الإنتخابات لم يكن فيها ما هو استثنائي بالنسبة لما قبلها ؟؟ هل ترى كلامك هذا منطقي ومتناسق ؟ ألا يوجد تناقض؟؟ إذن لم لم تفتتح المرحلة الجديدة مع انتخابات 2004 أو 1999 ؟؟ الدكتور النجار يقول أن لدينا بعض أوراق المستقبل وببعض تلك الأوراق يمكن أن يكون لنا بعض التأثير في المستقبل ؟؟فيا دكتور لديك بعض من بعض للتأثير في المستقبل ؟؟ بالله عليك ما هو مقدار تأثير هذا البعض من بعض في المستقبل ؟؟ وما هي هذه الأوراق التي نملكها ؟؟ المراحل التي أعقبت انتخابات سابقة كان فيها شبه بمراحل ما قبلها إلى حدّ التطابق أحيانا، ولكن المرحلة المقبلة لا تتحمل أن تكون كذلك بالنسبة لما قبلها بقطع النظر عن التقييم المعياري لهذه المراحل السابقة، وذلك على الأقل لثلاثة أسباب رئيسية.المرحلة القادمة بنظر الدكتور النجار لا تحتمل أن تكون شبيهة بما قبلها ؟؟ ولا أدري لماذا لا تحتمل ذلك ومالعيب في ذلك وبن علي جالس على عرشه مستريح ولم التغيير والأمن مستبد ؟عفوا مستتب ؟؟ولماذا يوجع رأسه بمعارضة جدية ؟؟ولم ذلك وقد تخلص منها سابقا فلماذا العودة إلى الوراء؟؟ أما الأسباب التي علل بها الدكتور رأيه فلا تسمن ولا تغني من جوع؟؟ فنظام بن علي لا يأبه للهزات المربكة هذا أصلا إن كانت هناك هزات؟؟ ونظام بن علي لا يأبه لجيل الشباب الذي نشأ خلال الثلث الأخير من القرن الفائت؟؟ أما حديث مواجهة التحديات الإقتصادية العالمية والتحولات فهو حديث خرافة وسيجيبك نظام بن علي أنه واجهها سابقا وسيواجهها لاحقا بنفس الحزم ولا داعي للخوف فقد قامت الدولة ببرنامج تأهيل المؤسسات و .......؟؟ لا يمكن للسلطة أن تسلك في الإدارة السياسية والاجتماعية في المرحلة القادمة ذات المسالك التي سلكتها في المراحل السابقة دون تطوير، إذ مهما ادّعى بعض ممثليها من رشد في ذلك أثناء الحملة الانتخابية وقبلها فإن الحقيقة في ذاتها متمثلة في خلل مقدّر في بعض المجالات سوف تفرض نفسها في إنتاجها للآثار السلبية غير مبالية بالادّعاءات القولية التي تدّعي الرشد الكامل، وتنكر الخلل في هذا المجال أو ذاك من مجالات التصرّف السياسي والإداري، وذلك وفق قانون أنّ الخطأ إذا كان حاصلا في الواقع وعومل بالنكران ولجحود فإنه يؤثر سلبا في حال نكرانه بأعنف مما يفعل في حال الاعتراف به وإظهار النية في علاجه.يا دكتور السلطة همها الوحيد الإستئثار بالسلطة والثروة وترك بعض الفتات للشعب ولا تأبه للآثار السلبية التي تتحدث عنها فهي لا تعترف بها بل سيكون الجواب أن هذه السلبيات من بنات أفكارك؟؟ لم يعد مقبولا والعالم الثالث يتغير بسرعة نحو الديموقراطية الحقيقية أن تبقى الإدارة الحزبية والسياسية في تونس مهما كان من مبررات تاريخية وإنجازية هي البوابة التي تملك بإطلاق رخص المنح والمنع لقيام الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني على أساس الموالاة ، أو تعمل على ترويض من تظهر عليه علامات الاستقلال مما هو قائم منها لينخرط في سياقها بطرق.......المقبول والغير مقبول هذا في نظر العقلاء لا في نظر الأنظمة الدكتاتورية ؟ ويا دكتور كلامك هذا ككلام من لا يعلم شيئا عن وضع الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات في تونس؟؟ وبإزاء التحديات التي تواجه البلاد في المرحلة المقبلة فإن تجاهل أية قوة من قوى المجتمع وأي أطر من إطاراتها بالاستثناء أو الإقصاء من الإسهام في مواجهة التحدي بسبب الخلاف السياسي أو بأي سبب آخر ليس من شأنه إلا أن يكون عامل ضعف في التصدّي للمشكلات المتربصة، يا دكتور قد أجاب النظام عن رؤيتك هذه هو لا يعترف بالإسلاميين كمعارضة بل هم إرهابيون ؟؟ فقط يجب تطبيق القانون عليهم ؟ طوال العشريتين الفائتتين واجه النظام التحديات اللتي تتحدث عنها ؟ فلم لا يستطيع الآن ؟ وسيجيبك النظام بأن لا يوجد لدي أي عامل ضعف في التصدي للمشكلات ؟؟؟ العمري التونسي