الجزائر- أعلن وزير الشئون الدينية والأوقاف الجزائري الدكتور بوعبد الله غلام الله عن تخصيص بلاده جزءا من أموال زكاة هذا العام (2010) لإعادة بناء مساجد قطاع غزة المُحاصر، التي دمرتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة بين 27-12-2008 و18-1-2009. وقال غلام الله في كلمة بمناسبة إشرافه على توزيع القروض الحسنة على الشباب العاطل عن العمل في مدينة تلمسان غربي الجزائر الجمعة 8-1-2010، إن "حصة مالية معتبرة من أموال الزكاة التي سيتم جمعها في إطار الصندوق الوطني للزكاة، سيتم توجيهها إلى بناء مساجد غزة، التي دمرها وخربها الإسرائيليون من بني صهيون". وأضاف أن مثل هذه المبادرة جاءت لتؤكد مجددا أن "الجزائر كانت ولا تزال إلى جانب القضية الفلسطينية العادلة"، داعيا الأئمة إلى إقناع المواطنين ب"المنافع الذي سيجنيها الناس إن هم حرصوا على تقديم الزكاة التي تعتبر إحدى أركان الإسلام"، مشددا على أن "الخير كل الخير في من يخرج الزكاة". ربع الزكاة وسبق أن خصصت وزارة الشئون الدينية والأوقاف في الجزائر ربع إيرادات صندوق الزكاة خلال السنة الماضية (2008) لصالح ضحايا الحرب الإسرائيلية على نحو مليون ونصف مليون فلسطيني في غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 1400 فلسطيني، معظمهم مدنيون، فضلا عن الدمار الواسع في أرجاء القطاع المحاصر من نحو ثلاث سنوات، مقابل مقتل 13 إسرائيليا، بينهم ثلاثة مدنيين. وبلغت حصيلة صندوق الزكاة في السنة الماضية 600 مليون دينار جزائري (8.5 ملايين دولار)، تم تخصيص ربعها لصالح الشعب الفلسطيني، ومثل هذا المبلغ ارتفاعا في أموال الزكاة المدفوعة من قبل الجزائريين لفائدة الصندوق؛ إذ لم تتجاوز في عام 2007 ال400 مليون دينار جزائري ( حوالي 5.7 ملايين دولار). ومن المتوقع أن ترتفع حصيلة صندوق الزكاة هذا العام مقارنة بالذي سبقه؛ نظرا للحملات الإعلامية المكثفة التي تنفذها الوزارة لإقناع الجزائريين بدفع أموال زكاتهم للصندوق، بعدما تعودوا على إخراجها بصفة فردية مع حلول ذكرى "عاشوراء". مسجد غزة وعقب انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر منذ أن سيطرت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في يونيو 2007، دعت مجموعة من العلماء والدعاة الجزائريين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى التكفل بإعادة بناء مساجد غزة التي دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية. ودمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في حربه 45 مسجدا تدميرا كليا، و55 مسجدا تدميرا جزئيا، فضلا عن الأضرار المتفاوتة التي لحقت بعشرات المساجد، بحسب وزارة الأوقاف والشئون الدينية في حكومة حماس المقالة في غزة. وشرعت وزارة الشئون الدينية والأوقاف الجزائرية مطلع العام الماضي في بناء مسجد في قلب العاصمة الجزائرية يحمل اسم "غزة"، بتكلفة 82 مليون دينار جزائري (1.17 مليون دولار)، ومن المقرر افتتاحه في يونيو المقبل. وتقدر طاقة استيعاب مسجد غزة، المكون من طابقين وجناحين، ب952 مصليا، بينما يتربع على مساحة تقدر بأزيد من 835 مترا مربعا، وتتوفر في المسجد قاعة متعددة الخدمات، وأخرى لتقديم الدروس الدينية. وشهدت الجزائر خلال الأيام الأخيرة عدة تظاهرات في إطار إحياء الذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية على غزة، وشهدت تلك الفعاليات مشاركة العديد من الشخصيات الدينية والسياسية الجزائرية والفلسطينية، بينها قيادات من حماس، منهم مشير المصري.