مشكور السيد عماد الدايمي على تنبيهه على اختلال البوصلة وترجيحه كفة العقل. الحقيقة أني لاحظت منذ أمد بدء انتشار جرثومة الخوارج في جسمنا و هو أمر مؤسف للغاية خاصة أن علاماتها بدأت تظهر على اشد الناس حكمة و حلما و رجاحة عقل و حسن أخلاق. و ما يؤسف أكثرأن سهامها لم تصب إلا أعداء الإستبداد الذين دافعوا ولا يزالون عن حقنا في الوجود . و قد قرأنا مؤخرا مقالا يتهم المناضلة أم زياد بالتطاول على الذات الإلاهية بل بسكوتها عن قول الحق أيام الزحف على المناصب( هكذا) لمجرد أنها لم تختر التعبير المناسب في التوجه لله تعالى بالشكوى من مصيبة الجريدي و أمثاله . الأدهى و الأمر اننا لم نر بعد تعليقا واحدا من قيادات التيار الإسلامي الذين لم نعد نسمع لهم ركزا اللهم في بيانات النعي و التعزية و هم من يفخرون ايما فخر بدورهم الرائد في ترشيد الحركة الإسلامية على هذا الإنحراف الفكري الخطير. أملي لا يزال كبيرا في من ساهم في مثل هذه الحملات أن يعود إلى الحق و أقولها بصراحة و أنا عدو للمدح و التملق أن السيد الهادي بريك رجل بما تحمل الكلمة من معاني و أنه يملك كل الصفات الحميدة و منها الجرأة التي ستدفعه لتصحيح زلته بمقال آخر. و ليس الآخرون باقل حكمة أو رجاحة عقل و احب هنا الإشادة و التنويه بالسيد الهادي الزمزمي الذي أرى فيه مثالا نادرا للتواضع و الحلم عندما رجع فيما يبدو عن مواصلة نشر ما تبقى من أجزاء مقال " أفحكم الجاهلية يبغون" الذي كاد أن يخرج من الإسلام كل من قبل بقانون يقيد مباحا منصوصا عليه و هو ما يخالف ما قرر حتى في فقه المتقدمين. كما أريد أن أعتذر لمن اتهمني بتحوير كلامه حيث الفرق الشاسع بين التكفير و الإتهام بالسخرية من الإسلام و لكن ما أعلمه هو أنه قد انعقد إجماع علماء الاسلام في الماضي والحاضر على أن الاستهزاء بالله وبدينه وبرسوله كفر بُواح يُخرج من الملة بالكلية و في ذلك يقول ابن قدامة المقدسي "من سبَّ الله كفر سواء مازحاً أو جاداً، وكذلك من استهزأ بالله أو بآياته أو برسله أو كتبه" وقال النووي "والأفعال الموجِبة للكفر هي التي تصدرُ عن عمد واستهزاء بالدين صريح" وقال ابن تيمية "إن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر، يكفر به صاحبُهُ بعد إيمانِهِ" و جعله بن عبد الوهاب و محمد بن إبراهيم آل الشيخ و عبد العزيز بن باز من النواقض العشرة للإسلام . بل و قال بن عثيمين بكفر من استهزأ بالملتزمين. و في إضافة أخيرة حول هذا الموضوع أقول للسيد الموقر الذي امرني بتقليب أحد جمل المرزوقي كي أصل إلى حقيقة استهزائه بالحدود الشرعية أني لست مكلفا بالتقليب إذا تعلق الامر بمسألة يكب من أساء التقدير فيها في النار و العياذ بالله ( إنما التقليب في السياسة) و أن هناك طائفة من "العلماء" تدين بمذهبهم الأكثرية من أبناء التيار الإسلامي قد تخصصوا في تقليب اقوال كل من تكلم في الإسلام فلم يكادوا يتركون أحدا إلا ضللوه إما لفساد عقيدته أو لنكرانه خبرا صحيحا أو لتضمن بعض كلامه سخرية من الدين و من أشهر ضحاياهم الإمام بن الجوزي و الإمام النووي و الإمام ابي حنيفة و ابن حجر و الأشعري و الشوكاني و صلاح الدين الأيوبي و أحمد ديدات و القرضاوي و محمد الغزالي و الشعراوي و عبد الحميد كشك و السيد قطب و أبي غدة و البوطي و لا تسال عن الغنوشي و الترابي و محمد عمارة و الجابري و العلواني و طارق رمضان و عمرو خالد ....... و القائمة تطول و أخيرا كل من يؤمن بأن تقلب الليل و النهار هو نتيجة لدوران الأرض حول الشمس و ليس العكس أي بإيجاز كل المسلمين فما ضر المرزوقي أن يكون مع هؤلاء. .