بينما كانت تنتظر الموت في كل لحظة تمر عليها أسفل أنقاض المبنى دون بصيص أمل يعود بها للحياة مرة أخرى، خاصة أن أسبوعا قد مر عليها وهي قابعة في هذا الموضع الأشبه بالقبر.. إذ بأيدي فرق الإنقاذ تقترب من الطفلة الهاييتية "ساتينا جواكوين" لتنتشلها وشقيقها من موت محقق في واقعة وصفها رجال الإنقاذ ب"معجزة حقيقية". فبعد أسبوع كامل تحت أنقاض المباني التي دمرها الزلزال في العاصمة الهاييتية بورت أوبرنس، انتشلت فرق الإنقاذ ساتينا (12 عاما) وشقيقها موسيز (سبعة أعوام)، وجرى نقلهما على الفور للعلاج في مستشفى ميداني مساء الثلاثاء الماضي من الصدمة النفسية، بحسب رويترز الأربعاء 20-1-2010. وقال رجال الإنقاذ الذين أحضروهما للمستشفى للأطباء إنهم عثروا عليهما محاصرين تحت الأنقاض، لكن لم يكن هناك شيء من الأنقاض يضغط على جسديهما. وعثر فريق بحث وإنقاذ قادم من نيويورك على الطفلين في مبنى كبير، بعدما أخبرت عمتهما بأنها سمعت أصوات صراخ بين الأنقاض. ووصف الطبيب الميجور أوديد بيتون ما حدث للشقيقين بأنه معجزة، قائلا: "لا أستطيع أن أشرح كيفية حدوث هذا، سواء من الناحية الطبية أو النفسية، ربما كان هذا معجزة.. شخص ما فوق الأرض يحبهما كثيرا". تغني بعد إنقاذها
معجزة الشقيقين تكررت أكثر من مرة في نفس اليوم بمناطق متفرقة من هاييتي بعد الزلزال؛ حيث عثرت فرق الإنقاذ على عدد آخر من الناجين تحت الأنقاض بعد أسبوع من الزلزال بينهم رضيعة عمرها 23 يوما، وطفلة عمرها 11 عاما. وظلت الرضيعة التي تم انتشالها من بين أنقاض منزل في مدينة جاكميل بجنوب هاييتي الثلاثاء الماضي على قيد الحياة دون طعام لمدة أسبوع. أما الطفلة ذات ال11 عاما فقد انتشلها الجيران أيضا بعد أسبوع من الزلزال من أسفل ركام منزلها بالعاصمة؛ الأمر الذي وصفه طبيب في بعثة لمنظمة خيرية فرنسية بأنه "معجزة حقيقية أعادت الطفلة للحياة خطوة بخطوة". وخرجت الطفلة لتعود لأحضان والدتها -عاملة نظافة في بعثة الأممالمتحدة بالعاصمة الهاييتية- التي اعتبرتها في وقت سابق أنها بين قتلى الزلزال. كما تمكنت فرق الإنقاذ مساء الثلاثاء الماضي من إنقاذ الشابة هوتلين لوزانا (25 سنة) من تحت أنقاض متجر، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. وقال تييري سيردان مسئول منظمة "مسعفون بلا حدود" الفرنسية غير الحكومية إنها كانت "بكامل وعيها وبصحة جيدة". كما نجح رجال إطفاء مكسيكيون الثلاثاء الماضي في إخراج امرأة سبعينية من تحت أنقاض كاتدرائية، وعند خروجها راحت آنا زيزي تغني أمام أنظار المسعفين المذهولين. وحتى الآن تمكنت فرق الإنقاذ التي هرعت من جميع أنحاء العالم من انتشال 121 من الأحياء من تحت الأنقاض، بحسب متحدثة باسم الأممالمتحدة. وأوقع الزلزال المدمر الذي ضرب هاييتي (الثلاثاء 12-1-2010) ما لا يقل عن 75 ألف قتيل و250 ألف جريح، وترك 5.1 ملايين شخص مشردين. تبني أيتام هاييتي وتسبب الزلزال أيضا في خلق ظروف صحية صعبة لمئات الأطفال الأيتام؛ نتيجة انهيار الملاجئ التي كانت تؤويهم قبل الزلزال، وبسبب ندرة المؤن والمياه والأدوية. ومن هذا المنطلق اعتبر صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) أن تبني أجانب للأيتام والأطفال الذين فقدوا آباءهم وذويهم في هاييتي بعد الزلزال المدمر يجب أن يكون ملاذا أخيرا، بحسب رويترز. ويحاول اليونيسيف تحديد وتسجيل الأطفال الذين يتجولون بمفردهم في شوارع العاصمة بورت أوبرنس ممن قتل آباؤهم أو فقدوا منذ الزلزال. وقالت المتحدثة باسم اليونيسيف فيرونيك تافيو: إن الوكالة تخشى من حدوث اتجار بالأطفال أيضا، مضيفة أنه إذا كان الأبوان بين القتلى أو المفقودين فيجب بذل جهود للم شمل الطفل بأحد أفراد أسرته الأكبر بمن في ذلك الأجداد، لكن الخيار الأخير هو التبني خارج البلد". وبحسب الوكالة فإن 48% من سكان هاييتي قبل الزلزال كانوا دون ال18 عاما، كما قالت اليونيسيف إن لديها تقارير عن تعرض أطفال هاييتي للعنف منذ الزلزال، دون أن تذكر تفاصيل. مصدر الخبر : اسلام أونلاين نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=3746&t=زلزال هاييتي.. "معجزات" بين الركام&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"