باريس- على قارعة الطريق قرب محطة "بوبني" لمترو الأنفاق في شمال شرق العاصمة الفرنسية باريس ينصب "الحاج أمادو" طاولة يجمع خلالها زكاة الفطر، وقد كتب على ورقة فوق صندوق صغير "زكاة الفطر 5 يوروات" وينادي من حين إلى آخر على العابرين ممن يتوسم فيهم السمات العربية: "ليلة لديستان" (ليلة القدر بالفرنسية) زكاة الفطر للفقراء يرحمكم الله". وبمثل طاولة "الحاج أمادو" التي نصبها بمناسبة حلول ليلة القدر والتي يحتفل بها المسلمون غالبا في ليلة ال27 من رمضان، تعددت مظاهر الاحتفال بهذه الليلة في مناطق عديدة في العاصمة الفرنسية باريس. فغير بعيد عن طاولة "زكاة الفطر" نظم مسلمو منطقة بوبني "صالون رمضان الأول" عشية ليلة القدر يوم 16 – 9 – 2009 فعلى طاولات توزعت في المركز التجاري للمدينة منتجات العديد من المؤسسات الفرنسية المسلمة، مثل مشروب "ليلة المشرق" والذي يشبه في مظهره الشمبانيا ولكنه بماركة "حلال". ومشروب "ليلة المشرق" كما كتب على غلافه هو مشروب مستمد من عصير العنب وهو خال من الكحول ويحمل علامة حلال. حلويات وكتب وإلى جانب طاولة الشمبانيا الحلال انتشرت طاولات أخرى للحلويات والكتب والأثاث المشرقي الذي أعطى للصالون الرمضاني الأول صبغة احتفالية، خاصة أنه يتوافق مع حلول ليلة القدر، بحسب ما يقول رشيد قسام أحد المشرفين على "صالون رمضان". ويضيف ل"إسلام أون لاين.نت": "يتوافق الصالون الأول لرمضان مع حلول ليلة القدر المباركة وهو ما يعطي للصالون طابعه الاحتفالي". الطابع الاحتفالي بليلة القدر في باريس يمكن ملاحظته بسهولة في الأسواق الباريسية التي تتردد عليها غالبية من الفرنسيين من أصول مهاجرة الذين يتوافدون على شراء المرطبات والكعك والحلويات بمختلف أنواعها وخاصة "البقلاوة" التي يعتبر بالنسبة للعديد من العائلات المغاربية (التونسية والجزائرية) كعك ليلة القدر بلا منازع. بعض المساجد اختارت أن توزع الكعك أيضا على المصلين بين محاضرات ليلة القدر وصلوات التراويح وسط إقبال منقطع النظير، حيث يقول الشيخ حسن شلغومي رئيس المنتدى الفرنسي للأئمة ل"إسلام أون لاين.نت": "بالنسبة لمسجدنا في درونسي فقمنا هذه الليلة بإضافة ثلاث خيام إضافية فضلا عن الخيام التي نصبناها لاستقبال المصلين، حيث عرف المسجد أجواء احتفالية إيمانية وخاصة عبر الإقبال الكبير للشباب من الجيل الثاني والثالث الذي يلبسون أجمل ما يملكون بمناسبة هذه الليلة التي لها قدسية خاصة لديهم". عودة للتدين وعادة ما يطلق شباب الجيل الثاني والثالث الفرنسي المسلم على ليلة القدر التسمية الفرنسية وهي "ليلة لديستان" وسط أرقام حديثة تشير إلى عودة قوية للتدين في صفوف هذا الشباب خلال شهر رمضان المبارك توازي ال80 % من الصائمين من الشباب. وتقوم العديد من المساجد ليلة القدر بفتح أبوابها حتى صلاة الصبح، حيث يعمد العديد من مرتاديها إلى مواصلة صلواتهم بعد ختم القرآن فرادى وجماعات تبركا بليلة القدر وهو الأمر الذي درجت على اعتماده العديد من المساجد التركية وكذا بعض المساجد التي تقع في المنطقة 93 في شمال العاصمة والتي تعرف بغالبية سكانها المسلمين. ففي جامع "السبيل" في ضواحي العاصمة يقول الإمام عبد القادر بن عليك: "الليلة أبواب مسجدنا تبقى مفتوحة إلى صلاة الصبح، وبعد ختم القرآن ينزوي بعض الشباب في أركان المسجد من أجل الدعاء والصلاة بدون انقطاع". وجاء رمضان هذه السنة في الوقت الذي تشهد فيه الأقلية المسلمة الجدل حول ملفات ساخنة من قبيل جدل اعتزام الحكومة الفرنسية منع البرقع بعد تكوين لجنة في هذا الغرض. كما شهدت الأيام الأخيرة جدلا آخر بعد التصريحات لبريس هورتفي وزير الداخلية الفرنسي والتي اعتبرت فيها "عنصرية" ضد العرب من قبل العديد من الجمعيات الحقوقية، وهو ما دفع هورتفي إلى الأسف في العشاء الرمضاني الأخير الذي نظمه المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. مصدر الخبر : a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=378&t=ليلة "لديستان" بباريس.. صلاة وزكاة ومشروبات حلال!&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"