ردالفعل العربي وأقول الرسمي ، وليس الشعبي على إعتيال الشهيد محمود البحبوح القيادي في حركة حماس ، من طرف جهاز المخابرات الاسرائيلية الموساد لم يكن في مستوى بشاعة الجريمة . لعدة أسباب منها : ان الشهيد ينتمني لحركة حماس وليس لفصيل فلسطيني أخر يتفاوض مع إسرائيل أن حركة حماس كمقاومة ، أصبحت تزعج الكثير من المالكين للقرار الرسمي في العالم العربي ، ، الذين يسعون إلى التطبيع الكامل مع ‘سرائيل حتى ولوعلى حساب بعض التوابث الفلسطينية . أن النخب السياسية في العالم العربي ، أصبحت منقسمة في تعاملها مع القضية الفلسطينية ما بين مؤيد لحركة فتح وبين مؤيد لحركة حماس ، بل الاكثر من ذلك ، هناك نوعا من العزوف ، بسبب الخلاف الفلسطيني الفلسطيني ، وما تتناقله وسائل الاعلام حول فساد بعض المسؤولين الفلسطنيين وإتجارهم بالقضية الفلسطينية ، إلى درجة أصبح البعض منهم يتمنون دوام الاحتلال ! وما دمنا بصدد الحديث عن رد الفعل العربي ، فلابد من تناوله على المستوى الاعلامي . فخبر إغتيال الشهيد البحبوح ، كان الحدث البارز في الصحافة العربية ، المرئية والمسموعة والمكتوبة والالكترونية ، لكن تغطيته ، إختلفت من منير للآخر وحسب موقفها من حركة حماس .فقناة الجزيرة وكعادتها أفردت للحدث تغطيات خاصة يومية وكذلك كل القنوات المتعاطفة كقناة المنار وقنوات فضائية عربية اخرى ذات التوجه الشيعي في العراق وحتى قنوات إيرانية . أما غالبية وسائل الاعلام الرسمية الناطقة بلسان الأنظمة المعتدلة في العالم العربي فتعاملت مع الحدث كخبر يحكم نشره وتغطيته والتعليق عليه ، تعليمات رسمية عليا ! ان رد الفعل العربي على إغتيال الشهيد محمود البحبوح ، يكمن إختزاله في الدور الفعال والحاسم الذي قامت به شرطة دبي تحت أمرة قائدها ضاحي خلفان ، التي إستطاعت خلال فترة وجيزة معرفة هوية الجناة ، وتم التعرف عليهم من خلال أشرطة فيديو لفندق البستان الذي كان مسرحا للجريمة ،والتي هي الآن متداولة باغلب الفضائيات العربية والدولية وحتى بمواقع على شبكة الآنترنيت . إغتيال الشهدي محمود المبحوح ، سوف يشهد تظاهرات محتشمة ، هنا وهناك ، داخل الأراضي المحتلة وخارجها ، ولكن لن ترتقي إلى مستوى المسيرات الكبرى التي كانت تشهدها العواصم العربية خلال السبعينات والثمانينات ، حينما كان الجسم الفلسطيني ملتحما وقويا ، لاتنخره الصراعات الداخلية . ما هو مطلوب من حركة حماس ، سوف كنا نقاسمها نفس القناعات أو نختلف معها ، هو تحصين تنظيمها من الاختراق ، هناك فلسطنيون يتعاملون مع اجهزة المخابرات الاسرائيلة ويرصدون تحركات كل قيادات حماس ، والدليل السهولة التي تمت بها عملية إغتيال الشهيد محمود البحبوح وكيف أن أجهزة الشرطة في دبي ، رصدت فرار فلسطيني من دبي إلى الأردن بعد وقوع الجريمة . ماوقع للشهيد البحبوح وفي غياب تحصين منظة حركة حماس ، سيتكرر مع قياديين آخرين منها . لقد وجهت شرطة دبي مذكرة بحث دولية في حق الجناة ، للبوليس الدولي الأنتربول ، ولكن حسب علمي المتواضع ، أن هذا الجهازمختص في قضايا جرائم الحق العام التي يكون لها طابع دولي ، ولا أعتقد أن سيفلح في القبض على الجناة ، لان جريمة إغتيال الشهيد محمود المبحوح هي جريمة سياسية ، ترعاها وتباركها ضمنيا ، عدة جهات محلية وإقليمية ودولية . عمر الفاتحي محامي وكاتب صحفي مغربي