أدى جموع المسلمين صلاة الغائب عقب صلاة الجمعة 12-3-2010 في مختلف المحافظات المصرية على روح الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر الشريف، الذي وافته المنية الأربعاء 10-3-2010 إثر أزمة قلبية مفاجئة، ودفن بالبقيع في السعودية. وخصصت خطب الجمعة في تلك المساجد للتركيز على دور الإمام الأكبر في خدمة الإسلام والمسلمين، وعلى علمه الوفير طوال حياته الدينية والعلمية، واستنكرت خطبة الجمعة في الجامع الأزهر عدم إعلان الحداد الرسمي في وسائل الإعلام المصرية ولو ليوم واحد على روح الإمام الراحل. وقال الشيخ صلاح نصار، إمام وخطيب الجامع الأزهر، إن: "الأمة الإسلامية فقدت برحيل الدكتور طنطاوي رمزا وعلما من علمائها البارزين، والذي قدم فكرا إسلاميا يحمل المنهج الوسطي والمعتدل والدعوة الإسلامية في مصر والخارج". وانتقد وسائل الإعلام التي لم توقف بثها ولو ساعة واحدة حدادا على الفقيد الراحل، وقال: "من المؤسف استمرار المجون دون حداد يوم واحد على روح رئيس أكبر مؤسسة دينية إسلامية في العالم". وأوضح خطيب الجامع الأزهر أن: "الإمام الراحل لم يألُ جهدا -رغم كبر سنه- في الدعوة إلى الله على مدار أكثر من 40 عاما والمشاركة بالمؤتمرات الإسلامية، وكان آخرها مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر للدفاع عن مكانة صحابة رسول الله والرد على المشككين في علمهم، فكتب الله له أن يدفن بينهم في البقيع". وفي مسجد الحسين أمَّ المسلمين في صلاة الجمعة ثم صلاة الجنازة الدكتور الأمير البرعي، إمام المسجد الحسيني، حيث أثنى على فضيلة الإمام الأكبر وعلمه الوفير الذي كان له الأثر الكبير في النهضة الإسلامية العلمية، مشيرا إلى تراثه وفكره الإسلامي المعتدل، والذي استفاد منه علماء المسلمين من خارج مصر. وشارك في صلاة الجمعة وصلاة الغائب على روح الفقيد الراحل جمع كبير من المسلمين وبعض سفراء الدول الإسلامية وطلاب البعوث الإسلامية الدارسين بالأزهر وبعض طلاب المعاهد الأزهرية. المحافظات ولم تقتصر إقامة صلاة الغائب على مساجد القاهرة فقط، بل شملت أغلب المحافظات المصرية، ففي محافظة المنيا (جنوبالقاهرة) أدى المصلون صلاة الغائب في مختلف المساجد، وأكد عدد من الأئمة على الخسارة الفادحة التي أصابت المسلمين بعد وفاة رجل قضى عمره في خدمة الدين الإسلامي، رغم جميع الانتقادات التي وجهت إليه في عدد من الفتاوى التي لم تأت على هوى البعض، متمنين حسن اختيار خليفة شيخ الأزهر. وفي القليوبية (شمال القاهرة) أدى الأهالي اليوم عقب صلاة الجمعة صلاة الغائب، وأثنى الشيخ محمد عبد ربه، إمام وخطيب مسجد الصغير بالقليوبية، على فضيلة الشيخ قائلا: "يكفيه أنه كان حاملا لكتاب الله، وأنه كان من أفضل العلماء الذين يظهرون الوسطية السمحة، وهي التي تعبر عن وجه الإسلام الحقيقي، وكان يرفض التشدد في أي مسألة فقهية، وكان ينصح الأئمة بعدم التشدد بما لا يهدم قواعد الإسلام". وفي الأقصر (جنوبالقاهرة) أدت جميع مساجد محافظة الأقصر وقراها صلاة الغائب على روح الفقيد عقب صلاة الجمعة، كما تناولت خطبة الجمعة مآثر فضيلة الإمام شيخ الأزهر، وكانت مساجد الأقصر مستعدة لذلك قبل ورود تعليمات الوزارة لهم. كذلك حرص خطباء مساجد الجمعية الشرعية في مصر، والتي يزيد عددها عن 30 ألف مسجد، على الدعاء لشيخ الأزهر الراحل، وأداء صلاة الغائب على روحه التي فاضت إلى ربها خلال زيارة كان يقوم بها للسعودية الأربعاء الماضي أثناء مشاركته في حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية، ووري جثمانه اليوم في مقابر الشهداء بالبقيع، ولم يكن شيخ الأزهر يعاني من أي أعراض مرضية. سرادق عزاء ومن جهة أخرى تقيم أسرة الإمام الراحل سرادق عزاء بمسقط رأسه بقرية سليم الشرقية بمركز طما بمحافظة سوهاج، لتلقي واجب العزاء في وفاته ابتداء من السبت ولمدة 3 أيام. وقال علاء ياسين، السكرتير العام لمحافظة سوهاج، إن محسن النعماني، محافظ سوهاج، سوف يتوجه على رأس وفد يضم القيادات الشعبية والتنفيذية والأمنية بالمحافظة لتقديم واجب العزاء لأسرة الفقيد. وقالت مطرانية الأقباط الأرثوذكس إن الأنبا باخوم، أسقف سوهاج والمنشأة والمراغة، سوف يتوجه على رأس وفد كنسي لتقديم واجب العزاء لأسرة الشيخ طنطاوي.