ياسين .. الذي انتقم بموته محمد السيد - موقع حماسنا -------------
انتظر الجميع أن تزمجر "حماس" وتكشر عن أنيابها ، وتحرق قلوب الإسرائيليين بعمليات تفجيرية نوعية انتقاماً لاستشهاد "الشيخ أحمد ياسين" مؤسس الحركة والأب الروحي لجماعة الإخوان المسلمين حول العالم ، ولكن جاءت النتائج مخيبة ومخزية لكل من وضع التوقعات والاحتمالات عن سقوط مئات الإسرائيليين ومقتل وزراء صهاينة وخطف جنود وتفجير باصات وحافلات ، ولم تحرق حماس "قلوب" الإسرائيليين، وسكت الجميع وخرجت صحف حكومية متطرفة تتحدث عن (خوف ورعب قادة حماس من الأسلحة الأسرائيلية الفتاكة ) وقالت صحف حكومية قرأتها بعيني أن حماس تنازلت وتهاونت وخسرت لأنها لم تحرق "قلوب الإسرائيليين" كما قال قادتها فور اغتيال مؤسس الحركة! ولكن كانت المفاجأة المدوية التي لا يعرفها هؤلاء، هي أن حماس "ما أرادت القلوب" ولكنها ركزت سلاحها على"العقول" ، لتصيب الإسرائيليين بلوثة عقلية سياسية وتقهقر واضمحلال في التفكير ، وانتقمت حماس على طريقتها المثالية "حيث فازت بانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني" وضربت إسرائيل في مقتل حيث استغلت الحركة "استشهاد الرجل" وتعاطف الشعب العربي والفلسطيني، وكان موته بمثابة خنجر في قلب النجمة الإسرائيلية الزرقاء ، وودت إسرائيل لو لم تفعل فعلتها وقتلت هذا الرجل "الداهية" الذي ظهر وكأنه طلب من تلامذته أن يؤدبوا إسرائيل بموته ويعلموا الصهاينة دروس في علم السياسة وثقافة الانتقام الهادىء ، وقد فعلها "ذئاب المقاومة" حيث لجموا أيديهم عن البطش والقتل والانتقام وتركوا الساحة "لمن مد يده خلسة ليسحب كرسي المسئولية والريادة" وقد كان . الآن وقد مر الوقت نجد في أرشيف الشيخ ياسين "مطالبة صريحة" قبل وفاته وصية يقول فيها: "عجلوا بإنجاز ورقة الحوار والتفاهم مع الفصائل قبل أن تأخذكم التطورات"، وقبل استشهاده بيوم وصلت رسالة تقول: "أنجزوا الأوراق، وواصلوا الحوار مع الناس جميعاً". فقد عُرف عن الشيخ رحمه الله سعيه الدائم للحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني، وتقريب وجهاتالنظر بين شتى الفصائل،فلم يكن الشيخيفرِّق بين أبناء الشعب الواحد، ويحكي احد ابنائه فيقول: أذكر بعد استشهاده رحمه الله، التقيت بشاب فتحاوي،فأوقفني ليسألني عن حالي، ثم فاجأني بقوله: أقسم بالله أني لن أنسى الشيخ أبدًا،وأن الله وحده يعلم مدى حبه للشيخ، فاستغربت كلامه وسألته عن السبب، فروى لي قصتهمع الشيخ قائلاً: "ذهبت إلى الشيخ في أحد الأيام لأطلب مساعدته لأشتري ثلاجة لبيعبعض المشروبات، فنظر إليَّ مبتسمًا، ثم نظر إلى أخيك الأصغر عبد الغني وسأله عني: أيصلي؟! فأجابه عبد الغني بغضب: نعم يصلي ولكنه فتحاوي يا شيخ، فصاح به الشيخقائلاً: اسكت، ثم أمره أن يعطيني ثمن الثلاَّجة، وقال: ما دام يصلي أعطه، وضحكالشاب قائلاً: "فوالله لا أنساها له أبدًا.. رحمه الله". -----------------------------------------
ياسين .. وريث الأنبياء
رئيس تحرير موقع حماسنا
يقول "صلى الله عليه وسلم" في حديث رواه أبو داود "إن العالم ليستغفرُ له مَنْ فى السموات ومن فى الأرض حتى الحيتانُ فى الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء لم يُوَرِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما وَرَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر.
وأظن أن الشيخ أحمد ياسين - الرجل الزاهد العابد ، "وريثٌ" لهؤلاء الأنبياء ، حفيُ من الشهداء ، نبيلٌ من الأوفياء ، عزيزٌ على الأعداء ، ولهذا نحن نحبه ونسأل الله ان يغفر لنا بحبه وحب من يحبه ، وموقع الشيخ أحمد ياسين "ياسين داي" ، والذي يحتوي على "ملفات وصفحات" قمنا بإعدادها على مدار عدة أشهر ، هو "قليل من الواجب اليسير" و"يسيرٌ من الفيض الكثير" ، والحكمة تقتضي أن نرقى بسيرته إلى المعالى ولا تتوقف عند النشر والتسويق بل تتعدى إلى التنفيذ والتوثيق .
عندما استضافتنا "إذاعة صوت الأقصى" التابعة لحركة حماس ، وسألوني ( هل تعد هذا الموقع جزءاً من الجهاد الواجب ) ، قلنا: إننا لا نجاهد ولا نقاتل ولا ندَعي الجهاد والقتال .. فأنتم يا أهل فلسطين "أهل الجهاد الحقيقي" ، هذه اجتهادات وواجبنا نحوكم أن نقوم بأكثر من ذلك، فأكمل المذيع حواره وسأل ونحن على الهواء مباشرة "هل تعتقد أن يستمر احتفالكم بالشيخ ياسين للسنوات المقبلة" ... فقلنا: نستمر طالما ظروفنا مواتية وطالما لم يوقفنا أحد... وهذه نيتنا ، والله أعلم السر وأخفى. كان الشيخ "ياسين" يردد دائماً كلمته "ومن يتوكل على الله فهو حسبه " "توكلنا على الله "، وهي كانت آخر كلماته قبل استشهاده، ومن الكلمات التي اعتاد ترديدها أيضا تلك الجملة التي أوردتها قناة الجزيرة وأصبح يرددها الصغير والكبير، وهي قوله: " أملي أن يرضى الله عني" حيث كان يرددها كثيراً .. ورغم بساطتها، فإنها كانت مؤثّرة، بليغة، لأنها صادقة، نابعة من قلب عامر بالإيمان بالله العزيز القهّار. لذا أبكت تلك العبارة الملايين من جموع العرب والمسلمين .
وحقاً هذه كلمات "العابدين الأكثر احترافاً للطاعة" ، وكان يقول "الأعمار بيد الله" ، و لو أننا نخاف من الموت لما فعلنا شيئاً .. و لو نام كل منا في بيته ، ويكمل الشيخ: نحن نؤكد أن الشهادة هي عرسنا المنتظر ، و عندما يأتي هذا العرس يكون عيداً لدينا .
وأذكر حينما كنت طالباً في الجامعة وأعمل في صفوف "طلاب الإخوان المسلمين" اتصل بنا الشيخ أحمد ياسين في احتفال طلابي وقال لنا "انتم يا طلاب مصر .. لستم أقل منا في وقوفكم بجانب الشعب الفلسطيني .. يا طلاب مصر .. كونوا حريصين على العلم كما تحرصون على العمل وتعاملوا مع الناس "بالإسلام" ، بجانب كلمات أخرى اشعلت الحماس في نفوس جميع المستمعين .. رحم الله الشيخ ياسين واسكنه الجنة وجمعنا وأياه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.