جاء في بحوث الجمعية المتوسطية لمنتجي الطماطم المحولة والمنظمة العالمية للطماطم المصنعة أن هذه المادة مقاومة للسرطان وتتضمن عديد الفوائد الصحية والغذائية إذ تحتوي الطماطم على مادة ملونة طبيعية تسمى «ليكوبان» مضادة للمرض الخبيث وهي أيضا التي تمنح الطماطم المحولة حمرتها وقد أكد ذلك «للأسبوعي» متخصص في التغذية حيث بيّن أن عديد الأنواع من الخضر تتضمن مكوناتها عناصر مضادة للسرطان. وتجدر الإشارة إلى أن التونسي يحتل المرتبة الأولى عالميا في استهلاك الطماطم بمعدل 56 كلغ محول وطازج (من المنتوج الفصلي فقط) للفرد الواحد سنويا في مقابل ذلك تكاثرت حالات الإصابة بالسرطان إذ يقع تسجيل 10الاف حالة كل عام وهو رقم مرتفع مقارنة بحجم الاستهلاك المذكور إلا انه للمتخصص في التغذية رأي مخالف حيث بين أن أسباب الإصابة بالمرض الخبيث عديدة وخاصة منها التدخين الذي يؤثر على السلوك الغذائي للمدخن الذي يصبح أكثر ميلا للأكلة «المالحة» والحلويات مقابل نقص في استهلاك الخضر والغلال ولاحظ المصدر ذاته أنه حتى المتعرضين للتدخين السلبي يتأثر سلوكهم الغذائي مثل مدمني السجائر.
كما أشار المتخصص في التغذية إلى أن الإقبال على الأكلة السريعة الفاقدة للتوازن الغذائي الذي توفره الخضر له تأثيره السلبي إذ تفتقر إلى المنافع الغذائية الضرورية للبدن وتنعدم التغذية المتوازنة خاصة لدى الشباب والحال انه ليست الطماطم فقط تحتوي على العناصر المضادة للسرطان بل نجد أيضا الكرنب والبروكلو والثوم والبصل.. وهي خضر يرفضها الشباب خاصة في وجباتهم الغذائية. برنامج بحث وإنتاج كما أفادنا زكريا حمد مدير عام إدارة الصناعات الغذائية بوزارة الصناعة انه في إطار تثمين منتجات المواد الغذائية واستغلالها في مجالات أخرى بغاية التجديد والابتكار والتطوير التكنولوجي عامة تم إحداث قطب تكنولوجي ببنزرت من أهم أدواره الجمع بين مؤسسات الإنتاج وشبكة متكونة من مؤسسات البحث والتكوين والتحاليل والتجارب سواء كانت تونسية أو أجنبية وذلك بغاية مساندة المؤسسة وإعانتها على الابتكار وإنتاج مواد ذات قيمة مضافة ارفع وتهم هذه الإستراتيجية 9 مجالات منها الطماطم ومشتقاتها (مكعبة ومقشرة ومكسرة..) حيث تم إعداد خطة لاستخراج مادة «الليكوبان» وتصديرها باعتبارها تعتمد في الصناعات الغذائية كملون طبيعي وأيضا في الصناعات الدوائية على اعتبار أهمية مكوناتها ومنافعها الصحية كما تستعمل أيضا لصناعة مستحضرات التجميل. وبيّن محدثنا أن استخراج مادة «الليكوبان» سيتم من فواضل الطماطم المحولة باعتبارها مطلوبة في المجالات الصناعية المذكورة وأسعارها مرتفعة إذ يتراوح ثمن الكيلوغرام من مادة «الليكوبان» بين 3500 و5آلاف أورو. قشور الطماطم والعملة الصعبة وبين زكريا حمد أيضا أنه يقع تحويل 800 ألف طن من الطماطم في 28 وحدة تصنيع تفرز 28 ألف طن من الفواضل المتمثلة أساسا في القشور التي كانت تستعمل سابقا كعلف للحيوانات لكن في إطار تثمينها وتنويع مجالات استغلالها تم وضع برنامج مع متخصصين ايطاليين لاستخراج «الليكوبان» من هذه البقايا ودعم الصادرات الصناعية لجلب العملة الصعبة هذا فضلا عن بعث مؤسسات جديدة متخصصة في تجميع فواضل الطماطم المحولة نظرا لان وحدات التحويل متمركزة في عديد الجهات (نصفها فقط يوجد في الوطن القبلي) كما سيعهد إليها دور استخراج «الليكوبان» وتثمين هذه الفواضل من الإنتاج الفصلي خاصة أن تونس تعتبر ثامن منتج للطماطم في العالم وهي مرتبة هامة.