بعد انفراجة بسيطة عادت أجواء أوروبا للتلبد من جديد بغيمة غبار بركاني جديدة، قال المسئولون أنها بدأت في الاتجاه إلى بريطانيا، وربما تشكِّل تهديدًا جديدًا لحركة الملاحة الجوية في القارة الأوروبية. وقالت هيئة الملاحة الجوية البريطانية في بيان لها: "يكشف هذا عن التغير السريع والنشط في الظروف التي نعمل فيها.. المعلومات الأخيرة تفيد بأن الوضع يتجه نحو مزيد من السوء في بعض المناطق.. وبناءً على هذه المعلومات يبدو الوضع في مطارات أيرلندا الشمالية خلال ساعات الصباح غير واضح بسبب غيمة الغبار الجديدة". وجاء هذا التطور فيما كان ملايين المسافرين بين ضفتي المحيط الأطلسي يستعدون لاستغلال الأمل الذي حصلوا عليه خلال ساعات النهار من يوم الاثنين، بعد أن أعلن المسئولون عن خطة لفتح جزئي للمجال الجوي الأوروبي أمام حركة الملاحة. وفي الأثناء كان البركان الآيسلندي ينفث غيمة جديدة من الغبار البركاني وصلت إلى ارتفاع 15 ألف قدم في الجو. وقال المسئولون في هيئة الملاحة الجوية: إن الوضع يمكن أن يتغير بين ليلة وضحاها، مشيرين إلى أنهم يعملون عن كثب مع السلطات الحكومية والمطارات وشركات الطيران وشركات تصنيع الطائرات والمحركات للحصول على فهم أفضل لتأثير غيمة الغبار البركاني عليها وللتوصل إلى حلول. والاثنين اتفق المسئولون من القارة الأوروبية على تحديد ثلاث مناطق جوية، تبقى الأولى مغلقة تمامًا أمام الحركة، وتفتح الثانية أمام كافة الرحلات الجوية، في حين تفتح الثالثة أمام بعض الرحلات المحددة، على أن يدخل هذا الاتفاق حيز التطبيق بدءًا من الثلاثاء. يشار إلى أن غيمة الغبار البركاني ألقت بظلالها الكثيفة على اقتصاد أوروبا الذي يتعافى ببطء من تأثير أزمة اقتصادية عالمية، بينما يدخل توقف الملاحة الجوية في أبرز الأسواق العالمية يومه السادس. ومنذ أن بدأ بركان أيسلندا ينفث بغباره، الذي تسبب في إغلاق المجال الجوي في معظم أنحاء أوروبا، ألغيت 63 ألف رحلة جوية حتى الأحد، وفق سلطة حركة الطيران الأوروبي "يوروكنترول". وكلّف الشلل الذي أصاب القطاع الحيوي 200 مليون يوميًّا، بالإضافة إلى مليارات الدولارات الأخرى جراء تأثر اقتصادات القارة الأوروبية بهذا الإغلاق.