تفيد آخر الإحصائيات الصادرة عن الجمعية التونسية لأمراض الكلى أن عدد المصابين بالقصور الكلوي المزمن في تونس قد بلغ 8 آلاف حالة من بينهم 30 في المائة يتولون تصفية الدم أو الغسيل الكلوي. كما أن هناك ما يربو عن 500 ألف تونسي عرضة لأمراض الكلى جراء تفشي أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة وكافة الأسباب الأخرى المرتبطة بأمراض العصر وفي مقدمتها ما يعرف ب « الستراس» والإنفعال. وبينت جملة من الإحصائيات والدراسات التي قامت بها وزارة الصحة العمومية، أن هناك 2500 مصاب يقومون بشكل دوري بغسيل كلاهم وأن كلفة تصفية الدم للمريض الواحد تصل إلى 15 ألف دينار، وأن هناك قسط كبير منهم تتحمل الدولة نفقات علاجهم بالكامل. ويمثل مرض الكلى في تونس أحد أبرز الأمراض المزمنة، حيث تفيد الجامعية الدكتورة فاطمة بن موسى المختصة في علاج أمراض الكلى، أن هذا المرض يأتي في مرتبة ثانية من بين جملة الأمراض الأخرى المزمنة، والخطيرة التي تتطلب علاجا دقيقا ومتواصلا لمدة سنوات مثل أمراض القلب وتصلب الشرايين على وجه الخصوص، وأن المصابين بهذا المرض عادة ما يكونون في مرحلة الكهولة. وأفاد الدكتور الطيب بن عبد الله رئيس الجمعية التونسية لطب الكلى أن عدد المصابين بالقصر الكلوي مرشح للارتفاع نظرا إلى تفشي العوامل المؤدية إلى ذلك، وبين أن التقصي المبكر لبعض الأمراض، والحملات التحسيسية بمخاطرها والغذاء السليم، هي أبرز السبل للتصدي لهذا المرض الذي يزحف بشكل كبير في العالم باعتباره أحد أبرز الأمراض المزمنة المتفشية لدى كل الشعوب. وأفاد السيد مصطفى الجلاصي مدير إدارة التجهيز بوزارة الصحة العمومية أن علاج القصر الكلوي المزمن عن طريق تصفية الدم، يكتسي أهمية كبرى، ويمثل هاجسا كبيرا لدى الأوساط الصحية، ويتطلب خدمات يومية كبيرة نظرا لحالاته وأنواعها وأساليب معالجتها. وبين أن وزارة الصحة والدولة بشكل عام قد أولت هذا المرض عناية خاصة نظرا لخطورته ولم تدخر جهدا لدعم أساليب علاجه وذلك من أجل تمكين المصابين به من خدمات تتوفر في معظم جهات البلاد. وبين أن وزارة الصحة العمومية قد وضعت برنامجا يجري تنفيذ كافة مراحله لتدعيم مراكز تصفية الدم بكل المستشفيات الجهوية، وذلك بشكل تدريجي. وأبرز أنه يوجد في الوقت الحالي وبكل ولاية على الأقل مركزا عموميا لتصفية الدم، وهو ما سمح بتقريب الخدمات على مستوى الجهات النائية وأمن اللامركزية على مستوى الخدمات العلاجية. وقدم مدير إدارة التجهيزآخر كشف حول هذه المراكز وتوزيعها بين من خلاله أن كل المستشفيات باتت مجهزة بهذه المراكز، حيث يوجد بتونس العاصمة 4 مراكز، وبسوسة وصفاقس والمنستير مركزان لكل منها، بينما تتمتع بقية الولايات ومستشفياتها بمركز لتصفية الدم. وأبرز أنه تم خلال سنة 2009 اقتناء تجهيزات للغرض بقيمة 2 مليون دينار لفائدة 8 مراكز جديدة لتصفية الدم بكل من ولايات صفاقس وجندوبة وباجة ومدنين وسليانة ونابل. وأكد أن مجهود الوزارة سيتواصل في هذا الجانب خلال السنة الجارية ببرمجة تجهيز 4 مراكز بكل من نابل وسوسة وبنزرت وقابس.. وبين من ناحية أخرى أنه يجرى الاهتمام بمرضى القصور الكلوي الحاد، وذلك بتدعيم أقسام الإنعاش بمختلف المستشفيات الجامعية بآلات متطورة وعصرية لمعالجة الحالات الحادة.