لم أر فيما يُصاب به المرء أكبر من أن ينتصب المرء - طوع أمره أو ببرمجة مبرمجه - يلعن نفسه وأهله وطريقته وفكره وعمله وإنجازاته بل ويلعن حتّى عبادته، على قارعة الطريق وبحضور العاقل والسفيه والبارّ والفاجر!... وقد حصل ذلك كلّه في المقال ذي العنوان الذي لم أفهم منه شطره للقيادي السابق أو المستمرّ (لا أعلم) في حركة النهضة، عبدالمجيد الميلي... وقد قرأت هذه الأيّام مقالا بعنوان "مسلسلات شجرة الصبّار" للأستاذ الأمجد الباجي علّقت عليه بالقول: [لكم رغبت في أن يقرأ الجميع هذا المقال بعين البصيرة... فالمقال يحكي مرض أمّة وتربّص أعدائها بها وتلف أخلاق وتمعّش الساقطين من زوالها واختباءهم وراء شجيرة الصبّار (في إشارة إلى شركة كاكتوس التي يشرف عليها الفهري، ذاك الذي طبّع مع التونسيين وعوّدهم على أن يروا بناتِهم بين يديه يقبّلهنّ ويروّضهنّ فيستسلمن لضريبة "دليلك ملك" دون عناء) يطعمون النّاس الهندي - والتونسي يحبّ الهندي - ويسرّبون اليهود والصهاينة بالهندي إلى ديارنا فيرتعون بسيارات الهامر يستكشفون العورات وينتهكون الحرمات ويبيدون الحياء... المقال يُظهر هوّة الحفر الكائتة وراء العمارات الشاهقة (المعجزة الاقتصادية والعمرانية)... مقال ممتاز ويعتبر إجابة للمتهافتين على فرحة الحياة؛ تلك الفرحة التي يظهرها المقال مجرّد تكالب على الهندي الذي رعاه الفرنسيون والصهاينة بتقنية متطوّرة لا ينتبه إلى خطورة تناوله إلاّ العالمون بمضارّ "الهندي" الخفية...]... ولكنّي لمّا قرأته لم أكن أعلم أنّ ممّن سوّق للهامر وللهندي بتخاذله وخوره وانقطاعه عن مواقف الرّجولة وميادينها هم ثلّة ممّا عُرف ب"قيادة" الحركة الإسلاميّة!.. فسبحان الله ما أتفه "هذه القيادة" وما أقلّ معروفها وما أذهب عقلها!... وسبحان الله الذي أطلعنا على سبب فشلنا وموت آبائنا وأمّهاتنا كمدا، فما كان قوّة البوليس ولا ظلم الرّئيس بل كان عدم إخلاص "قادتنا"، فأفّ لكم وتبّا لكم وبعدا لكم "أيّها القادة"، ولا تؤاخذوني فأنا أحتقركم، لأنّي لا أفرّق منذ الآن بينكم وبين من جلدني واتّهمني في فكري وفي عقلي وفي نيّتي فرآني مجرّد مادّي قد دعته بطنه إلى الاستزادة من المال أو رآني مجرّد فقير قد ألجأته الحاجة إلى اتّباع بائعي الشعارات المستهوية للجوعى والأمّيين والعاطلين عن العمل!... قد قال هذا الكلام كلّ الجلاّدين من وزراء الدّاخلية وأعوانهم هروبا من الحقيقة وعدم اعتراف بما دعت إليه حاجة النّاس إلى الحرّيات العامّة والخاصّة وما دعاهم إليه دينهم من قول كلمة حقّ عند سلطان جائر ومن التواصي بالمعروف وإشاعة الخير في المجتمع، وها هو أحد "القادة" الإسلاميين يؤكّد ذلك بالقول: [فأبناء الطبقة الوسطى والكوادر العليا وأبناء الأرستقراطية الحضرية تركوا مكانهم لأجيال جديدة من الحانقين عن الوضع الاجتماعي الباحثين عن شرعية الثورة والجهاد بعد أن فشلوا في امتلاك شرعية البناء والإعمار ولعل هذا يفسر جزءا من مغامرات الحركة الإسلامية نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي إذ لا يخفى على أحد الرابط بين التركيبة الاجتماعية لتيار ما وبين موقفه السياسي والاجتماعي حتى وإن أعطي لموقفه غطاءا ديني]...
لا يهمّني ما دار ويدور بينكم أيّها "القادة"، ولكن يهمّني أن أبقي على مشروعي (أن أكون مسلما صادقا) دون أن تعكّروا صفوه ببيع أنفسكم رخيصة أمامي... ويهمّني أن لا أعلم من مجالسكم شيئا فإنّ الحديث عنها كذب كما أسماه سيّد الخلق صلّى الله عليه وسلّم... ويهمّني ألاّ تخذّلوا إخوتي ممّن قد يسمع لفحيحكم المسند بضعف الحال وتشتّت الكلمة وظهور الظالم هناك في الآفاق... ويهمّني كلام كثير أحجم عنه حتّى لا أزيد من إبعاد نفسي عنكم!... فأكتفي!... وأترككم، فالظالم - وقد قرأ شهاداتكم – قد بدأ يعدّ للاحتفاء بكم وإنزالكم منازلكم!...
مصدر الخبر : بريد الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=627&t="قادة" الحركة الإسلامية من أمناء عليها إلى متاجرين بها!&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"