انطلقت السبت 22/5/2010 ثلاث سفن تركية من ميناء سراي بورنو بمدينة إسطنبول تحت شعار "وجهتنا فلسطين..حمولتنا المساعدات الإنسانية" متوجهة إلى ميناء أنطاليا التركية ثم إلى قطاع غزة، في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي وإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع المحاصرين، وسوف تنضم بعد ثلاثة أيام ست سفن أخرى إلى السفن التركية، اثنتان من بريطانيا وواحدة من كل من اليونان وأيرلندا والجزائر والكويت. ومن بين السفن التركية التي انطلقت بالأمس باخرة مرمرة الزرقاء التي ستكون خاتمة الحملة التي تشرف عليها منظمة وقف الإنسان التركية (IHH). وقد تابع انطلاق الباخرة حشد جماهيري كبير توافد منذ ساعات الصباح الأولى لتوديع السفينة التي تقل إعلاميين ونوابا ومتضامنين ونشطاء من دول كثيرة في العالم، وتحمل معونات طبية وغذائية. لا تراجع وقال رئيس منظمة وقف الإنسان التركية بلنت يلدرم في كلمته للحضور'' نحن مصممون على الذهاب، لن نتراجع خطوة واحدة إلى الوراء..إن شاء الله سيكون طريقنا مفتوحة بإذنه تعالى، و أنا متأكد أن دعوات الملايين من المسلمين ستصاحبنا إن شاء الله'' حسبما جاء في موقع المنظمة. و أفاد يلدرم أن ما تقوم به إسرائيل بحق الفلسطينيين هو نفس ما قام به هتلر ضد اليهود و أضاف '' لقد أقام هتلر مخيما للأسرى في ألمانيا..و الآن الصهاينة يقومون بسجن و أسر الفلسطينيين أيضا..و أنا أنادي الإسرائيليين من هنا اليوم : تعالوا لنحل هذه الأزمة بشكل سليم...لأنكم إذا عرقلتم و اعتديتم على هذه المسيرة فستصبحون معزولين في العالم..و سوف تتضررون لأن هذه السفن تحمل مساعدات وسيكون على متنها أطفال ونسوة وشيوخ ''. وشكر يلدرم بدوره الأحزاب السياسية التركية التي أيدت تسيير أسطول الحرية من تركيا لكسر الحصار عن غزة وعلى رأسها الحزب الحاكم حزب العدالة و التنمية وحزب السعادة و حزب الوحدة. أما رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح - الذي حضر انطلاق الباخرة في إسطنبول - فقال إن "صوت العالم هو أقوى من صوت الاحتلال الإسرائيلي، ونحن على يقين بأن أسطول الحرية سينتصر بإذن الله". وأشاد صلاح بمواقف رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان فيما يخص القضية الفلسطينية، و أكد على ضرورة أن يحذو كل الحكام العرب حذوه، كما أشاد بمواقف الحكومة و الشعب التركي تجاه الشعب الفلسطيني. ومن جهته انتقد سراج الدين كاراياغ نائب في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية، انتقد التهديدات الإسرائيلية بعرقلة مسيرة أسطول الحرية و شبه فلسطين بالسجن في الهواء الطلق وقال'' إسرائيل بأسلحتها لن تصل إلى قوة التصميم و الإرادة التي تملأ مؤيدي القضية الفلسطينية. إسرائيل تقتل الآلاف من الأبرياء و بعد ذلك تدعي أن الإسلام إرهاب، و هذا ليس مقبولا على الإطلاق.'' مشاركة عالمية من جانبه، أكد النائب الفلسطيني، جمال الخضري، رئيس "اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار"، بدء العد التنازلي لوصول أسطول الحرية إلى قطاع غزة، بانطلاق المرحلة الثانية، التي تمثلت في إبحار ثلاث سفن من إسطنبول إلى أنطاليا السبت. وقال الخضري، بحسب ما نقل المركز الفلسطيني للإعلام، أنه في 25 مايو الجاري ستتحرك ثمانية سفن، ثلاثة من أنطاليا، وخمسة من اليونان، لتلتقي بالسفينة "راشيل كوري"، التي تحركت من أيرلندا، في نقطة محددة قبالة سواحل ميناء لارنكا القبرصي. وأوضح النائب الفلسطيني أنه من المقرر أن تصل السفن التسعة شواطئ غزة في 27 من الشهر الجاري، وأكد أن "جميع الجهات والهيئات الفلسطينية، واللجان الفاعلة ضد الحصار، وأطياف الشعب الفلسطيني، أتمَت استعداداتها لاستقبال السفن الأكبر في رحلات كسر الحصار البحرية." ويحمل أسطول الحرية أطنانا من مواد البناء والمعدات الطبية والأدوية، ويشارك في هذه المسيرة البحرية مسؤولون وناشطون حقوقيون وإعلاميون بينهم نحو 600 برلماني تجمعوا من أربعين دولة في العالم. وجاء في موقع منظمة وقف الإنسان التركية التي نظمت المبادرة أنها " تحظى بدعم ما يقارب 50 دولة و آلاف من مؤسسات المجتمع المدني، و الناشطين، و هي تعتبر أكبر حركة مساعدات إنسانية تنطلق إلى فلسطين حتى الآن، وتحمل 10 آلاف طن من المساعدات ما بين أدوية وأجهزة طبية وإسمنت وحديد وبيوت جاهزة وألعاب الأطفال. وحسب مصادر منظمي المبادرة هناك 500 متضامنا تركيا من بين 750 متضامنا، كما أن قرابة 150 متضامنا يونانيا يرافقون أسطول الحرية مع نشطاء و متضامنين آخرين من أنحاء العالم. وتمثل العرب في أسطول الحرية لكسر الحصار على غزة سفينتان تابعتان لكل من الكويت والجزائر. تحذيرات إسرائيلية من جهتها حذرت إسرائيل بأنها لن تسمح للقافلة الإنسانية بالوصول إلى قطاع غزة المحاصر، وتوعدت باعتراضها ومنعها من إيصال المساعدات. وأفادت المحطة الإذاعية الإسرائيلية "كول إسرائيل" أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاعتراض قافلة السفن "شريان الحياة 4" في عرض البحر الأبيض المتوسط المتوجهة إلى قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليها. ونقلت الإذاعة عن مسؤول إسرائيلي أن الجيش تلقى تعليمات بعدم السماح لهذه القافلة بالمرور وإجبارها على العودة، لكن دون استخدام القوة. ونفى المسؤول حسب الإذاعة الإسرائيلية أن يكون قطاع غزة تحت الحصار، مشيرا إلى أن المواد الغذائية والوقود تنقل إلى القطاع بصفة مستمرة. ونشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم الأحد أن عدد من السفن الإسرائيلية تستعد للانطلاق من ميناء هرتسليا إلى المياه الإقليمية قبالة شواطئ غزة، تحمل صورا للجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط و أخرى عن الدمار الذي ألحقته صواريخ المقاومة الفلسطينية لبعض المدن الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة في محاولة لإرباك مهمة أسطول الحرية على مستوى الرأي العام العالمي. وسبق أن اعترضت البحرية الإسرائيلية العام الماضي سفنا عدة، من بينها سفينة "روح الإنسانية" التي دهمتها واعتقلت جميع من كانوا على متنها من ناشطين وإعلاميين لأكثر من ستة أيام. كما أقدمت إسرائيل العام الماضي على استهداف بعض السفن المشاركة في حملة الكرامة وما زالت تحتجز سفينتين من أسطولها. وعلى صعيد متصل، قال المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي إن بلاده لم تتلق إخطارا رسميا حتى الآن من جانب منظمي قافلة أسطول الحرية برغبتهم في الدخول إلى قطاع غزة عبر مصر. وأضاف أن الخارجية المصرية تراقب ما يدور حول القافلة من خلال تصريحات القائمين عليها في وسائل الإعلام. وتابع "ما سمعناه من تصريحات منظمي القافلة لوسائل الإعلام تشير إلى أنهم ينون الدخول إلى قطاع غزة مباشرة عبر البحر، ونحن نتفهم رغبتهم في ذلك".