الجزائر- خلافا للتوقعات بتراجع حصيلتها هذا العام أعلنت وزارة الشئون الدينية والأوقاف الجزائرية أن زكاة الفطر التي قامت مساجدها بجمعها خلال النصف الأخير من شهر رمضان المنصرم سجلت ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالعام الماضي بعد نجاح أئمة الوزارة في إقناع المواطنين بإخراجها نقدا للمساجد. وأوضح التقرير الصادر عن لجنة الإعلام بالوزارة، والذي حصلت "إسلام أون لاين.نت" على نسخة منه، أن حصيلة أموال زكاة الفطر هذا العام جاءت مرتفعة مقارنة بالعام الماضي، مشيرا إلى أن المدن الكبرى كانت صاحبة النصيب الأكبر في هذه الزيادة بسبب كثافتها السكانية المرتفعة.
وبحسب التقرير فإن الجزائر العاصمة جاءت في مقدمة هذه المدن، حيث بلغت قيمة الزكاة فيها ( 40.600.000 دنيار جزائري ) أي ما يعادل (580 ألف دولار) وزعت على 20 ألفا وثلاثمائة عائلة فقيرة، بينما كانت قيمتها العام الماضي (32.759.615 دينارا ) أي ما يقارب ( 468 ألف دولار)، استفادت منها 14 ألفا و895 عائلة معوزة. وفي قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري بلغت قيمة زكاة الفطر (10.560.000 دينار) أي ما يقارب (151 ألف دولار) استفادت منها 3 آلاف و520 أسرة فقيرة، بينما لم تتعد قيمتها العام الماضي بنفس المدينة (8.490.000 دينار) أي (121 ألف دولار) وزعت على 2865 عائلة. وفي إقليم "المدية" وسط البلاد بلغ مجموع أموال الزكاة (12.002.390 دينارا) أي (171 ألف دولار) ذهبت إلى 7 آلاف و89 عائلة محرومة، بينما بلغت قيمتها العام الماضي بالإقليم (9.314.484 دينارا) أي ( 133 ألف دولار) وزعت على 7 آلاف و85 أسرة معوزة. دليل قاطع وتعليقا على هذه الزيادة قال عدة فلاحي، المستشار الإعلامي لوزير الشئون الدينية، في تصريحات ل"إسلام أون لاين.نت": "هذه الإحصائيات تعد دليلا قاطعا على أن الخطاب المسجدي نجح في إقناع المواطنين في الاستجابة لما دعت إليه الوزارة بإخراج زكاة الفطر في المساجد". وأوضح أن "الهدف من جمعها بالمساجد هو توفير أكبر قدر من الأموال لصالح الفقراء والمساكين، لقضاء حاجياتهم من الطعام ومستلزمات العيد، حتى يدخلوا الفرحة والبهجة على أسرهم وأبنائهم". وتأتي حصيلة الزكاة التي جمعتها مساجد الوزارة هذا العام مخالفة لما توقعه البعض، لدرجة أن كثيرا من المعنيين بهذا الشأن يرون أن المساجد صارت الوكيل الأول عند الجزائريين لتقوم بتوزيع زكاة الفطر نيابة عنهم. وكانت تقارير صحفية جزائرية قد ذكرت قبل نشر الوزارة إحصائياتها أن قيمة الزكاة شهدت "تراجعا" ملموسا مقارنة بالعام الماضي، مرجعة ذلك لعدم قدرة الخطاب المسجدي على إقناع المصلين. كما أشار د. فارس مسدور، الباحث في الاقتصاد الإسلامي، في تصريح سابق لصحيفة "الشروق اليومي" الجزائرية إلى أن "تحصيل زكاة الفطر هذا العام لم يكن في المستوى المطلوب رغم كل ما قيل". قوائم الأسماء وشهدت مساجد الجزائر في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان العام الجاري 1430 ه توزيع زكاة الفطر نقدا على العائلات الفقيرة، تحت إشراف الأئمة الذين تلقوا قوائم بأسماء المستحقين من لجان الأحياء المختصة بهذا الشأن. لكن إخراج الزكاة نقدا أثار حفيظة الأوساط السلفية التي ترى ضرورة إخراجها طعاما، وليس نقدا كما ترى وزارة الشئون الدينية، حتى إن بعض أئمة التيار السلفي لإقناع المصلين بصحة رأيه لجأ لتعليق ملصقات في المساجد تتضمن فتاوى تؤيد رأيه، علاوة على المقادير الواجب إخراجها. وبلغت قيمة زكاة الفطر للفرد الجزائري هذا العام 100 دينار (1.42 دولار). وتشير بعض الإحصائيات غير الرسمية إلى أن القيمة الإجمالية لزكاة الفطر التي تم تحصيلها في المساجد أو غيرها 51.5 مليون دولار. وتمنع وزارة الداخلية منعا باتا الجمعيات والمنظمات الخيرية من جمع زكاة الفطر أو توزيعها، بسبب مخاوفها من ذهاب تلك الأموال لصالح الجماعات "الإرهابية"، لتبقى المساجد الجهة الوحيدة المخولة قانونا لجمع أموال زكاة الفطر. لكن فئات واسعة من الجزائريين تفضل دفع زكاة الفطر لمستحقيها مباشرة، وفاء منهم للأعراف والتقاليد التي نشئوا عليها.