أكّد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أنّ بلاده مستعدة "لإعادة العلاقات مع إسرائيل إلى طبيعتها إذا رفعت حصارها المفروض على قطاع غزة"، وشدّد على أن العلاقات بين البلدين مرتبطة تمامًا بمدى استجابة إسرائيل لمطلب فتح تحقيق دولي في الهجوم الذي شنته على أسطول الحرية الذي كان متجها إلى القطاع. وفي مؤتمر صحفي عقده أمس الأربعاء، قال أوغلو: "إن تركيا ستعيد النظر في كامل علاقاتها مع إسرائيل إذا لم تسرع الأخيرة بإطلاق سراح الأتراك الذين اعتقلوا خلال الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان متجها لنقل مساعدات إلى غزة". وهدد بأنه في حال حاولت إسرائيل محاكمة من كانوا على متن أسطول الحرية، فإن المحاكم التركية ستبدأ إجراءً قانونياً ضد السلطات الإسرائيلية المسئولة عن خطف هؤلاء. وأضاف الوزير التركي, الذي كان يتحدث في مطار أنقرة بعد عودته من الولاياتالمتحدة، "إنني لا أرى سببًا لعدم عودة العلاقات إلى طبيعتها بمجرد رفع الحصار عن غزة والإفراج عن مواطنينا". وأشار إلى أنه بحث تطورات الموقف مع الجانب الأمريكي وأخبره بأن بلاده ستعيد النظر في علاقتها مع تل أبيب إن لم تفرج عن كامل مواطنيها حتى مساء الأربعاء. وفي غضون ذلك, وصلت ثلاث طائرات مساء أمس إلي مطار إسطنبول عليها متضامنين أسطول "الحرية" , الذين اعتقلتهم القوات الصهيونية بعد الاعتداء عليهم في المياه الدولية. وأكد أوغلو أن تركيا ستبدأ الخميس محادثات مع أعضاء في الأممالمتحدة لتشكيل لجنة تحقيق دولية في الهجوم الذي أدى إلى قتل تسعة متضامنين وإصابة عشرات آخرين، منتقدا بشدة احتمالات إجراء تحقيق إسرائيلي داخلي. وكانت تركيا أعلنت إلغاء مناورات عسكرية مشتركة، كما استدعت سفيرها من إسرائيل بعد الهجوم على أسطول الحرية، كما أصدر البرلمان اليوم قرارا بالإجماع يدعو إلى مراجعة العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع إسرائيل. ومن جهة أخرى، أوضح أوغلو أنه تم التعرف على ثلاثة أتراك من بين تسعة ناشطين قتلوا عندما اقتحمت قوات خاصة إسرائيلية سفن الأسطول، علما بأن ناشطا رابعا كان يحمل بطاقة ائتمان تركية لكن جنسيته لم تتأكد.