على هامش مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل بسليانة. في الردّ على بعض العاشقين تزوير الحقائق. منذ أن كشف مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل بسليانة الذي انعقد يوم 30ماي 2009 عن اسراره حتى تعالت الاصوات لانشاد ملاحم بطولية و التغني بانجازات خرافية حقّقها " رفاق التغيير" . وهو ما أسهم في بروز مغالطات عديدة و خطيرة تحرّف الواقع و تشوّه الحقائق وهو ما يستوجب انارة الرأي العام النقابي بحقيقة المستجدّات و الخفايا التي رافقت المؤتمر. و لعلّ من بين هذه المغالطات ما ذكر على صفحات الواب من ان قائمة "التكتل اليساري " الديموقراطي تسقط قائمة" التجمّع ". ان هذا القول يتضمن العديد من المغالطات و التشويهات و يدعو الى الغرابة و هو مردود على أصحابه و ذلك للاسباب التالية: - ان الذين يدّعون التباين الواضح مع الكاتب العام السابق و المنتمي الى التجمع هو ذاته الذي تحالفوا معه في المؤتمرات السابقة و خاصة في مؤتمر 2005 و أقصوا بموجب هذا التحالف عديد الرفاق و المناضلين النقابيين بالجهة ( راجع صحيفة البديل الالكترونية بتاريخ جويلية 2005). - ان التبرير الذي ساقوه للانقلاب على المرشح للكتابة العامة الاخ "عبد الستار المناعي" و المتمثل حسب زعمهم في التنسيق السري مع الكاتب العام "المولدي السياري" بتعليمات من السلطة و المركزية النقابية يناقض ما ادعوه في حملتهم الانتخابية و ما ساقوه على صفحات الانترنيت في أن قائمتهم هي تكتّل المعارضة ضد الكاتب العام.فكيف تكون معارضة و تحتوي في نفس الوقت عناصر تجمعية( وهذا حسب ادعائهم طبعا)؟ ثم ان هذا يؤكد الصفة الانتهازية لدى هؤلاء الذين سوّقوه للرأي العام النقابيبالجهة على أساس أنه بطل و مناضل و جعلوه على راس" قائمة التغيير" لغايات انتخابية ثم لينقلبوا عليه فيما بعد بدعوى انقلابه عليهم في التصويت و ليقودوا حملة قذرة من التشويه ضدّه متجاوزين كل الاعراف و الاخلاق. - ان هذا الانقلاب يؤكد الطابع الانقلابي و الانتهازي لهذه الفئة المتلبّسة بشعارات النضال و النضالية . فسرعة تغيير وجهة الكتابة العامة بعد دقائق معدودة من إعلان نتائج المؤتمر يؤكّد بما لايدع مجالا للشك بانّ الامر دُبّر بليل و أن الانقلاب طبخ على نار هادئة و بالتنسيق مع أطراف خارجية لاعلاقة بالجهة و أنّه أملته حسابات سياسية ضيّقة تتّخذ من العمل النقابي ستارا لها و من الممارسة الانتهازية و سيلة لتحقيق أهدافها. إنّ حملة التشويهات التي تفنّن فيها هؤلاء و التطاول على الرموز النقابية و تخوينها و تصويرها بمظهر المتآمر على المنظمة النقابية و اتهامها بتصفية " المناضلين " يؤكّد الفساد الاخلاقي لهؤلاء و ما الشعارات الطنانةالتي يردّدونها الا محاولة لستر عوراتهم و اخفاء لعلاقاتهم المشبوهة. و إلاّ بما يفسّرون سعيهم المسعورلنيل رضا التجمع بالجهة ودعوتهم للتأثير على النواب للتصويت لقائمة" اليسار النقابي" ؟ اليست هذه مفارقة عجيبة ؟ إنّ هذا يؤكّد أن العديد من الانتهازيين المحسوبين على النقابة و العمل النقابي و الرافعين لشعار " التغيير" يحرصون على تحريف النقابة و العمل النقابي قصد تحقيق أهداف خاصة و ضيقة و جعل المنظمة العتيدة مجرّد منظمة حزبية او منظمة تحضر فيها الممارسة الانتهازية حيث السمسرة و المتاجرة بهموم الشغالين و معاناتهم. فهل بالتخوين و التشويه نستردّ حقوق العمّال ؟ أين أولائك الذين كانوا في يوم ما يقيمون الدنيا و لا يقعدونها يلعنون" راس المال" و يستشفون من" الكمبرادور" و" الكمبرادورية" ؟لقد أصبحوا ببساطة !!!يمجّدون راس المال و ينعمون بدفء "الكمبرادور" و" الكمبرادورية ". إنه النضال بعينه إنّ الممارسة الانتهازية تعمل باستمرار على تغييب المصالح المشتركة بين أفراد الشغيلة من أجل استبعادها من الاهتمام بالعمل النقابي و التركيز على القضايا الفردية ذات الطابع الانتهازي حتى يجد هؤلاء الانتهازيون ذلك مناسبة للسمسرة و التسوّقو الاستقطاب الحزبي و ممارسة الاقصاء على الاخر و خلق قنوات لممارسة المحسوبية و الزبونية و أشياء اخرى لا علاقة لها بالنقابة و لا بالعمل النقابي الصحيح. إنّ دور هؤلا ينحصر في التشويش و التهريج و انتحال دور البطولة عبر النيل من النقابيين بتشويه سمعتهم وسط الشغيلة و الرأي العام. إنّ مصدر إنتاج الممارسة الانتهازية هو ضيق الافق و الغايات الحزبية التي لاعلاقة لها بالعمل النقابي و إن هؤلاء المنحرفين إنما يهدفون الى إشاعة الفكر الانتهازي المنتج للانتهازية و مصادرة ما تبقى عند الجماهير الشعبية الكادحة من وعي اقتصادي و اجتماعي و ثقافي و سياسي لتصير الجماهير الكادحة بليدة و عاجزة عن الالتفات لواقعها تابعة مطيعة لما يخطّطه لها " أبطالها المناذلون". هذه كلمات هادئة أردناها رسالة لبعض المتشنّجين حتى يكفوا عن اصطناع البطولة و اجترار الاوهام و تشويه الحقائق. نقابي من سليانة مراسلة خاصة بالمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية -- المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicals