في تطور من شأنه أن يزيد العنصرية ضد المسلمين في هولندا ، كشف حزب الحرية المتطرف المعادي للإسلام عن مضاعفة عدد مقاعده في البرلمان في الانتخابات النيابية التي أجريت الأربعاء الموافق 9 يونيو / حزيران . وكان الحزب المسيحي الديمقراطي بقيادة رئيس الوزراء المنتهية ولايته يان بيتر بالكينيندي وهو أكبر أحزاب البرلمان السابق تلقى هزيمة قاسية في الانتخابات بعد حصوله على 21 مقعدا فقط ، فيما حصل الحزب الليبرالي على 31 مقعدا من 150 مقعدا هي عدد مقاعد البرلمان ، في حين حصل حزب العمال على 30 مقعدا. وكان الفائز غير المتوقع في الانتخابات حزب الحرية المتطرف المناهض للإسلام الذي رفع حصته من مقاعد البرلمان من تسعة إلى 24 مقعدا في أفضل نتيجة له حتى الآن. ومع فوز الحزب الليبرالي بأكبر عدد من المقاعد أصبح بمقدور زعيمه مارك روت أن يصبح أول رئيس وزراء من معسكره السياسي منذ الحرب العالمية الأولى. وفور إعلان النتائج ، أعلن بالكينيندي الذي كان يقود ائتلافا حكوميا ليسار الوسط منذ 2007 تخليه عن زعامة الحزب المسيحي الديمقراطي ، فيما أعلن زعيم حزب الحرية المتطرف جيرت فيلدرز أنه يريد أن يكون جزءا من الحكومة الجديدة . ويرى البعض أن نتائج الانتخابات السابقة تثير قلق الجالية المسلمة لأنها توضح أن قضية الهجرة كان لها دور كبير في فوز المتطرف فيلدرز الذي رفع خلال حملته الانتخابية شعار "وقف أسلمة هولندا" وطالب بحظر "القرآن" وفرض ضريبة على الحجاب الذي ترتديه النساء المسلمات في هولندا. ومن جانبها ، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن هولندا هي أول دولة في منطقة اليورو تشهد انتخابات نيابية منذ اندلاع أزمة بشأن العملة الأوروبية الموحدة في وقت سابق من العام الجاري وسط مخاوف بشأن ديون اليونان وغيرها من الدول الواقعة في جنوب القارة الأوروبية. وأضافت أن مارك روت كان دعا إلى خفض كبير في ميزانية الحكومة وإلى تقليص الانفاق الحكومي وتخفيض الاعانات التي يحصل عليها المهاجرون. وبالنظر إلى ان الحكومة التي تولى بالكينيندي رئاستها منذ عام 2007 وكانت مؤلفة من تحالف من يسار الوسط مع العماليين والمسيحيين اليمينيين سقطت في 20 فبراير / شباط الماضي نتيجة انشقاقات حول ابقاء القوات الهولندية في افغانستان ، فإن الحكومة الجديدة في حال انضمام فيلدرز إليها ستقيد الهجرة إلى حد كبير وستتخذ إجراءات عنصرية ضد المسلمين . ومعروف أن محكمه هولندية كانت قررت في وقت سابق ملاحقة فيلدرز قضائياً بتهمة "التحريض على الكراهية" على خلفية تصريحاته المتكررة المعادية للمسلمين وفيلم "فتنة" الذي بثه على شبكة الإنترنت قبل أكثر من عام وتضمن إساءات بالغة للإسلام.