أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد 4-10-2009 بوابات المسجد الأقصى المبارك ومحيطه والبلدة القديمة في مدينة القدس؛ لمنع أي محاولة من المصلين للوصول إلى المسجد، في محاولة منها لفتح الطريق أمام الجماعات اليهودية لتنفيذ اقتحام جماعي للمسجد وإقامة طقوس تلمودية فيه بمناسبة ما يسمى ب"عيد العرش". وقالت مصادر فلسطينية في القدسالمحتلة إن الشرطة الإسرائيلية وقوات ما يسمى ب"حرس الحدود"، شددت منذ ساعات الصباح إجراءاتها في مدينة القدسالمحتلة وبلدتها القديمة وعلى بوابات المسجد الأقصى، وفي محيطها بعد أن أغلقتها بالكامل، لأول مرة منذ أربعين عاما، بينما تحلق طائرات مروحية في سماء المسجد الأقصى والمدينة المحتلة. كما تم نشر المئات من عناصر شرطة وحرس حدود الاحتلال في مختلف مناطق القدس ومحيط وبوابات المسجد الأقصى المبارك، بينما أصرّ العشرات من المُصلين على البقاء في باحات الأقصى، لضمان التصدي لأي محاولة اقتحام قد تقوم بها الجماعات اليهودية المتطرفة. وأفادت مصادر إعلامية في مدينة القدسالمحتلة ل"إسلام أون لاين.نت" أن قوات الاحتلال المنتشرة بكثافة في محيط الأقصى وعلى بواباته الرئيسية تحاول منذ ساعات الصباح إخراج المعتكفين داخل المسجد الأقصى؛ حيث طالبتهم عبر مكبرات الصوت بالخروج وتسليم أنفسهم، وهددت بتنفيذ اعتقالات جماعية إذا لم يستجيبوا لأوامر الشرطة والخروج من الأقصى تمهيدا لإدخال الجماعات اليهودية إليه. وأضافت هذه المصادر أن المصلين رفضوا تلك التهديدات وبقوا داخل المسجد الأقصى حتى يكونوا على استعداد لمواجهات أي محاولات للاقتحام المسجد. وأوضحت المصادر أن الشرطة الإسرائيلية قامت بتنفيذ عدد من الاعتقالات من بينهم حاتم عبد القادر مسئول ملف القدس و3 مصلين، بينما تمنع حراس المسجد الأقصى من الدخول إليه. توتر شديد بدوره قال محمود أبو عطا، المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث، والمتواجد في مدينة القدس، إن هناك حالة توتر شديدة تشهدها مدينة القدس ومحيط المسجد الأقصى، بعد أن قام الاحتلال بمنع أهالي القدس وعدد كبير من فلسطينيي 48 من الدخول للأقصى. وأشار أبو عطا إلى أن قوات الاحتلال قامت باستقدام فرق الخيالة، والقوات الخاصة، إلى جانب وحدة الدروع، وطائرة مروحية، من أجل إجبار الفلسطينيين بالقوة على الابتعاد عن المسجد الأقصى. استعدادات للاقتحام في المقابل، بدأت الجماعات اليهودية المتطرفة، وعبر مكبرات الصوت منذ ساعات الصباح بدعوة أعضائها إلى التوجه لحائط البراق (المبكى كما يطلق عليه في إسرائيل)، تمهيدا لاقتحام المسجد الأقصى. وأفاد شهود عيان ل"إسلام أون لاين.نت" أن الحافلات التي تقل اليهود المتطرفين وصلت من المستوطنات وتوقفت بالقرب من منطقة مقبرة مأمن الله بالقدس. وكشفت "مؤسسة الأقصى" الأربعاء الماضي في بيان لها أن جماعات يهودية وجهت دعوة عامة للمجتمع الإسرائيلي للمشاركة في اقتحام جماعي للمسجد الأقصى، بمناسبة ما يسمى ب "عيد العرش العبري" ابتداء من اليوم الأحد 4-10-2009 وحتى يوم الخميس القادم 9-10-2009، وذلك على إثر إحباط مخطط لاقتحام مماثل يوم الأحد الماضي، ودعت هذه الجماعات إلى اقتحام جماعي للمسجد الأقصى وإقامة شعائر تتعلق بالهيكل المزعوم.