قدم المنتخب الإسباني أداء قويا ورائعا في المباراة الثانية لنصف النهائي في مونديال جنوب أفريقيا التي خاضها على ستاد مدينة ديربان أمام المنتخب الألماني، وحسمها لصاله بهدف نظيف، محققا تأهلا تاريخيا لنهائي المونديال. أقيمت مساء اليوم الأربعاء (7 يوليو/ تموز) المباراة الثانية في الدور قبيل النهائي لبطولة الفيفا - كأس العالم التي تستضيفها جنوب أفريقيا، وذلك على ستاد موزيس مابيدا بمدينة ديربان بين المنتخب الألماني ونظيره الإسباني. تعتبر هذه المباراة، المباراة الرابعة بين المنتخبين على مدى اشتراكهما في نهائيات كأس العالم، كما أنها نسخة من مباراة المنتخبين في نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2008 والتي فازت فيها إسبانيا بهدف نظيف ولقب البطولة. وفي مباراة هذا المساء لا يسعى "المانشافت" الألماني إلى الفوز ردا لاعتباره أمام منتخب إسبانيا فحسب، وإنما أيضا لتحقيق رقم قياسي في التأهل لنهائي بطولة كأس العالم بالتأهل الثامن لذلك، وكذلك للفوز الرابع بلقب البطولة. هذا بينما يسعى المنتخب الإسباني إلى التأهل لنهائي بطولة العالم والفوز بلقبها الذي تنشده إسبانيا منذ اشتراكها في البطولة، لتجمع إسبانيا (مثل ألمانيا) بين بطولتي أوروبا والعالم. ونظرا إلى ذلك كله وإلى إنجازات كل من المنتخبين خلال المونديال، وإلى أن كلا من المنتخبين يضم لاعبين ذوي كفاءات عالية ومهارات ممتازة، توقع المحللون الرياضيون وعشاق الساحرة المستديرة أن تكون المباراة قوية جدا، ورائعة وحافلة بفنون كرة القدم ومتعتها وإثارة أهدافها. وبدأت المباراة بتركبيز قوي للاعبي المنتخب الإسباني في الاستحواذ على الكرة وتنظيم الهجمات على مرمى المنتخب الألماني الذي قابل لاعبوه ذلك بالتركيز على الدفاع عن منطقة المرمى ورقابة مفاتيح لعب المنتخب الإسباني. وشهدت الدقيقة السابعة أول خطورة حقيقية على مرمى "المانشافت"، عندما نظم منتخب ال "فرويا روخا" هجمة سريعة وصلت فيها الكرة خلف قلب الدفاع الألماني فريدريش ليلحق بها المهاجم فيا. الذي حاول تسديدها في المرمى، لتصطدم بساق وقبل أن يساق الحارس نوير وترتد إلى الملعب. وفي الدقيقة الثالثة عشرة ومن ضربة ركنية للاعبي إسبانيا وصلت الكرة يسار وسط ملعب المنتخب الألماني إلى لاعب الوسط إنييستا الذي أرسلها أمامية في منطقة المرمى لتجد رأس المدافع المتقدم بويول يجولها إلى المرمىولكنها تعلو العارضة. واستمر مجرى المباراة تفوقا في الاستحواذ على الكرة وتنظيم الألعاب والضغط على المرمى من قبل لاعبي إسبانيا ولكن بدون خطورة حقيقية على مرمى ألمانيا، ودفاعا محكما ومحاولات لتنظيم هجمات مرتدة سريعة شكلت بعض الخطورة على مرمى إسبانيا، وذلك إلى الدقيقة الثلاثين، حيث أخذ لاعبو "المانشافت" في مبادلة منافسيهم الاستحواذ على الكرة والضغط على المرمى، ولكن ذلك لم ينه سيطرة لاعبي المنتخب الإسباني على مجرى اللعب وسط محاولات منافسيهم خطف هدف التقدم قبل أن يعلن حكم المباراة المجري فيكتور كاساي نهاية الشوط الأول للمباراة بالتعادل السلبي. هجوم مكثف يقود إلى التقدم ومع بداية الشوط الثاني لم يتغعير مجرى اللعب؛ إذ واصل لاعبو "المانشافت الاعتماد على الدفاع ةتحويله إلى هجمات مرتدة، ربما تثمر عن هدف التقدم، بينما واصل لاعبو ال "فرويا روخا" اللعب الهجومي المنظم، ولكن مع التسديد على المرمى من خارج منطقته تجنبا للتكتل الدفاعي الألماني فيها, وشهدت الدقيقة الثامنة والخمسون فرصتين ثمينتين للمنتخب الإسباني، عندما صوب المهاجم بيدرو من مسافة ثمانية عشر مترا تسديدة قوية تصدى لها الحارس نوير بصعوبة وارتدت في منطقة المرمى لتصل إلى لاعب الوسط المهاجم إينييستا الذي توغل في اتجاه المرمى ومررها عرضية، غير أن فيا لم يلحق بها. وفي الدقيقة التالية سدد المهاجم بيدرو في اتجاه مرمى نوير ولكن الكرة تمر بجوار القائم الأيسر. ورد لاعبو "المانشافت على ذلك في الدقيقة الدقيقة التاسعة والستين بهجمة مرتدة سريعة وصلت فيها الكرة يسار ملعب المنتخب الإسباني إلى لاعب الوسط مسعود أوزيل الذي توغل بها في المنطقة ومررها عرضية لتصل إلى زميله توني كروس( نزل إلى الملعب في الدقيقة الثانيةوالستين بدلا من زميله تروخوفسكي) الذي سدد على المرمى ولكن ضعيفة في يد الحارس كاسياس. ويعود لاعبو ال "فرويا روخا إلى السيطرة على مجرى المباراة والتحكم في وتيرته وتهديد مرمى المانشافت، لتشهد الدقيقة الثالثة والسبعون ضربة ركنية لهم نفذها لاعب الوسط تشافي هيرناندز بإرسال الكرة عالية إلى وسط منطقة المرمى ليتلقها رأس زميله بويول ويسكنها شباك المرمى مسجلا هدف التقدم لإسبانيا. وبعد هذا الهدف تخلى لاعبو المنتخب الألماني عن طريقتهم الدفاعية وأخذوا في الهجوم والضغط على مرمى منافسيهم لإدراك التعادل، لتشهد الدقائق الأخيرة للمباراة محاولات مستميتة من المنتخب الألماني لتعديل النتيجة ، وهجمات سريعة للاعبي إسبانيا لتعزيز التقدم، إلى أن أعلن الحكم كاساي نهاية المباراة بفوز إسبانيا وتأهلها لأول مرة لنهائي بطولة كأس العالم لأول مرة في تاريخ اسشتراكها في البطولة، وفشل ألمانيا للمرة الثانية على التوالي في التأهل للمباراة النهائية في البطولة، لتخوض، كما حدث في مونديال 2006، مباراة تحديد المنتخب الفاتئز بالمركز الثالث.