الأستاذ : زهير سراي / لندن تواصلت التغطية الاعلامية والصحافية عبر العالم للتسريبات المثيرة التي كشف عنها موقع (ويكليكسWikiLeaks) الالكتروني عبر نشره لعشرات الاف الوثائق العسكرية عن الحرب في افغانستان وتضمنت عمليات قتل مدنيين لم يعلن عنها وعمليات سرية واستخباراتية. ومن جانبها قالت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الاثنين انها ستقوم بعملية بحث عمن قام بتسريب تلك الوثائق. وفي التفاصل، فقد توسعت مختلف صحف لندن الثلاثاء في نشر جوانب من الوثائق، خاصة ما يتعلق منها بعمليات القوات البريطانية في افغانستان. ولم تقتصر التغطية على الاخبار والتقارير، بل ان كثيرا من الافتتاحيات والاعمدة والمقالات تناولت التسريبات ودلالتها والموقف منها. وتباينت الاراء بين من يرى ان تلك التسريبات انما تعرض القوات الاميركية والبريطانية في افغانستان للخطر، وتضر بالمجهود الحربي في افغانستان، وبين من راى انها ليست خطرة بالضرورة. لكن الاهتمام الاعلامي بتلك التسريبات في حد ذاته يعكس اهميتها ومنطقية حجة ان نشرها في الصالح العام. ومع ان كل الصحف نشرت تقارير وتعليقات حول الموضوع، الا ان الغارديان، التي كانت اول صحيفة تنشر خبر التسريبات، والتايمز هما اللتان خصصتا العنوان الرئيسي في الصفحة الاولى للموضوع. واصلت الغارديان استعراض ما جاء في الوثائق وكان عنوانها الرئيسي على الصفحة الاولى: "وثائق الحرب تكشف ان التحالف اخفى قتل المدنيين". اما التايمز فخصصت كامل صفحتها الاولى لتقرير بعنوان "الولاياتالمتحدة تحاول تقليل الاضرار من التسريبات"، وتنشر الديلي تلغراف موضوعا موسعا حول اهم التسريبات التي نشرها موقع ويكيليكس قبل وثائق حرب افغانستان. وفي مقدمة اهم عشرة تسريبات نشرها الموقع واثارت اهتماما واسعا مقطع الفيديو المسجل من كاميرا مدفع مروحية اميركية في العراق. صدمة العالم وصدم العالم بالفيديو الذي اظهر القوات الاميركية وهي تقتل 12 مدنيا من بينهم صحفيين من رويترز في احد احياء بغداد عام 2007. وحين نشر الفيديو في ابريل/نيسان الماضي جلب اهتماما كبير ا بموقع ويكيليكس ودوره في كشف ما تريد جهات كثيرة ان تخفيه. وثائق قمة كوبنهاغن الا ان الموقع منذ انشائه نشر كثيرا من التسريبات المثيرة، منها رسائل البريد الاليكتروني لعلماء المناخ العام الماضي قبل قمة كوبنهاغن والتي عززت الشكوك حول الاحتباس الحراري. وفي العام الماضي ايضا نشر الموقع قائمة باسماء وعناوين ووظائف اعضاء لحزب القومي البريطاني المتطرف "بي ان بي" (BNP) والتي كشفت ان من بينهم عدد ليس بالقليل من ضباط الشرطة والجيش واطباء ومحامون. ومن بين الوثائق الاخرى المثيرة للجدل، والتي نشرها موقع ويكيليكس على الانترنت، نسخة من اجراءات التشغيل الموحدة لمعسكر دلتا، وهي وثيقة تتضمن تفاصيل القيود المفروضة على السجناء في معتقل خليج غوانتنامو الامريكي بكوبا. والمثير ايضا ان هناك من سرب للموقع وثيقة بريطانية هامة هي دليل تفادي التسريبات للجيش البريطاني، ونشرها الموقع. كما نشر الموقع وثيقة لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) تعتبر ويكيليكس خطرا على الامن القومي. البنتاغون يبحث عن من سرب الوثائق وفي واشنطن، قالت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الاثنين انها ستقوم بعملية بحث عمن قام بتسريب عشرات الالاف من الوثائق السرية عن الحرب في افغانستان وهي من أكبر الاختراقات الامنية في التاريخ العسكري للولايات المتحدة. وقال مسؤولون عسكريون اميركيون ان الشخص المسؤول عن الكشف عن نحو 91 ألف وثيقة سرية يبدو ان لديه رخصة "سرية" للاطلاع على وثائق حساسة عن الحرب الافغانية. وأقر المسؤولون بانه من المحتمل حدوث تسرب لمزيد من الوثائق. وقال جيوف موريل المتحدث باسم البنتاجون "سنفعل كل ما هو ضروري لتحديد من المسؤول عن تسريب هذه المعلومات." واضاف قوله "حتى نعرف من هو المسؤول يجب ان نقر بامكانية ان يحدث تسريب لمزيد من المعلومات ومن الواضح ان هذا مدعاة للقلق." وقال البنتاغون ان مراجعته لتسرب الوثائق العسكرية السرية عن الحرب في افغانستان سيستغرق "أياما ان لم يكن أسابيع" وانه من السابق لاوانه تقييم حجم الاضرار. وذكرت منظمة ويكيليكس المعنية بتسريب المعلومات كوسيلة لمكافحة الفساد في الشركات والحكومة انها نشرت 91 ألف وثيقة عسكرية أمريكية عن الحرب في افغانستان يرجع بعضها الى عام 2004. تهوين اميركي وهون المسؤولون العسكريون الاميركيون من شأن اي معلومات تتضمنها الوثائق التي تم تسريبها حتى الان قائلين انها فيما يبدو تقييمات ذات مستوى منخفض تؤكد الى حد كبير مخاوف الجيش بشأن الحرب الافغانية التي تم التعبير عنها علانية. وكانت تحذيرات الجيش من احتمال فشل المهمة العام الماضي قد ساعدت في جعل الرئيس باراك اوباما يتخذ قرارا في ديسمبر كانون الاول بارسال 30 ألف جندي اخرين الى افغانستان. وقال موريل "مجال التسرب وحجمه يبعث على القلق بشكل واضح ولكن لا أظن ان محتواه يكشف عن كثير من المعلومات." وتزعم الوثائق التي كشفت عنها منظمة ويكيليكس في موقعها على شبكة الانترنت ان القوات الامريكية حاولت التستر على مقتل مدنيين وأن مسؤولين امريكيين في أفغانستان يشتبهون بقوة في ان باكستان تدعم حركة طالبان الافغانية سرا بينما تتلقى مساعدات امريكية. ومن المحتمل ان يذكي نشر نحو 91 ألف وثيقة سرية الشكوك في الكونغرس الاميركي بشأن الحرب التي لا تلقى تأييدا شعبيا مع زيادة اعداد القتلى في صفوف الاميركيين. ورفض البنتاغون تسمية اي مشتبه بهم في تسريب الوثائق لكنه رفض ايضا استبعاد احتمال تورط متخصص بالجيش ينتظر المحاكمة بتهم تسريب معلومات متصلة بحرب العراق الى جماعة ويكيليكس . وكان برادلي مانينغ اتهم في وقت سابق من هذا الشهر فيما يتصل بتسريب شريط فيديو سري يعرض هجوما لطائرة هليكوبتر عام 2007 ادي الى مقتل نحو 12 شيخصا في العراق منهم صحفيان لرويترز. وهو متهم ايضا بتحميل برقيات لوزارة الخارجية على حاسوبه الشخصي. وبشأن احتمال اخضاع جماعة ويكيليكس للفحص والتدقيق قال مسؤولو البنتاجون انه من الناحية التاريخية كان المسربون هم المستهدفين في المقاضاة الجنائية لا اولئك الذين نشروا المعلومات