من تهديدات بالانتحار الجماعي إلى إضرابات عن الطعام على مدى أسبوع، صعد الشباب الجزائري من احتجاجاته للمطالبة بوظائف في قطاع الطاقة. منى صادق من الجزائر لمغاربية – 13/08/10
[أرشيف] عاطلون عن العمل دخلوا في إضراب عن الطعام في الأغواط. صعّد الشباب العاطل عن العمل في الجنوبالجزائري من احتجاجاته باتخاذ إجراءات يائسة للفت الانتباه لحاجتهم للعمل. ويتهمون شركات النفط والغاز المتعددة في المنطقة بعدم تشغيل عمال محليين. وفي أحدث عمليات الاحتجاج، دخل ثمانية شبان عاطلين عن العمل في إضراب عن الطعام لأزيد من أسبوع في بلدية حاسي الرمل بولاية الأغواط. وأنهوا إضرابهم مساء الثلاثاء 10 غشت ووعدوا بمواصلة الإضراب في حالة عدم صدور رد مناسب على مطالبهم من قبل السلطات. شكيب حارت، المتحدث باسم المضربين عن الطعام، قال لمغاربية "إننا نطالب بحقنا الدستوري في العمل الذي سينقذنا من الفقر". ويزعم حارت أن معظم عمليات التشغيل في منطقة حاسي الرمل وخاصة في قطاع النفط والخاص "مريبة". وقال إن العاملين الجدد لا ينحدرون من المنطقة رغم أن القانون الجزائري يعطي الأولوية للمواطنين المقيمين في مكان تمركز المشغل. واختار التركيز على قطاع النفط والغاز لغياب أي نشاط اقتصادي آخر في المنطقة. وأوضح حارت "التجارة والسياحة والفلاحة غير قادرة على در الدخل والتشغيل". ويأمل المتحدث باسم المضربين عن الطعام تجنيد المزيد من الشباب من مختلف مناطق البلاد للانضمام إلى حركته الاحتجاجية. في حين يقول خبراء إن ضعف المستوى الدراسي في المنطقة لا يضمن الحصول على عمل مع شركات النفط. وشهد سكان ورقلة مؤخرا احتجاجا أخطر. حيث حاول عشرة شبان عاطلين عن العمل الانتحار جماعيا يوم 4 غشت. وكان شعارهم "العمل أو الموت". وعن سؤال يومية الوطن حول محاولة الانتحار، أجاب عمر، 32 عاما، بائع بقايا المعادن قال "لقد أصبحت في وضع لا أحسد عليه. لا أحد يريد الانصات لنا؛ الجميع يدير لنا ظهره. أنا أب لابنتين وولد وأعيل أسرة من 11 نفرا. أنا الأكبر سنا. والدي عامل آلة متقاعد من سونيلغاز ويتقاضى 11 ألف دينار. فالانتحار هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عن نفسي". وأضاف "لم أعمل منذ أزيد من خمس سنوات في أي وظيفة. التحقت بهذه الحركة الاحتجاجية، لن أبقى صامتا بعد الآن. أنا أطرق كل باب لأنني مقتنع بأن الموت أفضل من الحياة البائسة. أطفالي سيلتحقون قريبا بالمدارس. إنهم يستحقون حياة أفضل". لكن لخضر موقران، عضو سابق في الجمعية الوطنية لتعزيز والدفاع عن الحق في العمل يعتقد أن الوضع ليس بهذا السوء مثلما يزعم البعض. وقال لمغاربية "الوضع تحسن منذ 2004. الاحتجاجات في ذلك الوقت جعلت السلطات أكثر وعيا بالمشاكل. لقد تغيرت القوانين وأمر زعيم الحكومة آنذاك بإعطاء الأولوية للشباب في المنطقة فيما يخص الوظائف". وأكد أنه مع مطالبة الشركات المتعددة الجنسية العاملة في المناطق الجنوبية بتكوين معمق فإن حظوظ هؤلاء الشباب في العمل جد ضئيلة. وأوضح قائلا "هذه الشركات جاءت هنا لمصالح اقتصادية كبرى وليس للقيام بالعمل الاجتماعي وبالتالي لا يمكن لأي أحد إلزامها بأي شيء". عبد الرحمن مبتول، خبير اقتصادي ومستشار دولي يعتقد أن هناك حاجة "ملحة" لفتح مراكز مناسبة للتكوين جنوب البلاد. وقال "جنوب البلاد منطقة خاصة لا يتماشى فيها التكوين المهني مع احتياجات سوق العمل. من الضروري التنسيق بين الشركات ومراكز التكوين لإعداد الشباب للتشغيل المباشر".