تصاعد الغضب لدى المسلمين بشتى أنحاء العالم، بشأن خطط قس أمريكي متطرف بإحراق نسخ من القرآن الكريم، حيث شهدت عواصم العالم عددًا من المظاهرات التي تندد بالمخطط وتدعو لوقفه. ففي بداية مضطربة لعيد الفطر الذي يحتفل به المسلمون في أنحاء العالم، هدد القس الأمريكي المتطرف تيري جونز الخميس ب"الرجوع" عن قراره بعدم إحراق المصاحف، والمضي قدما في تلك الخطوة التي كان يقرر القيام بها في ذكرى 11 سبتمبر 2001. ففي أفغانستان، تظاهر آلاف الأفغان أمام معسكر لحلف شمال الأطلسي ورشقوه بالحجارة في بلدة نائية احتجاجا على خطط إحراق القران. وقال سيد حسن جعفري نائب مدير شرطة ولاية بدخشان لوكالة الأنباء الفرنسية: إن المتظاهرين تجمعوا في فايز آباد عاصمة الولاية وقد "بلغ عددهم بضعة آلاف، إنه حشد كبير". والخميس تظاهر آلاف الأفغان في بلدة صغيرة شمال شرق كابول وهتفوا بشعارات معادية للولايات المتحدة وللنصرانية. وجرت احتجاجات كذلك في اندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان. وقال الرئيس –المعين من قبل الاحتلال في أفغانستان- حميد كرزاي "سمعنا أن قسا في الولاياتالمتحدة قرر إهانة القرآن. ورغم أننا سمعنا أنهم عدلوا عن ذلك، فإننا نقول لهم إنهم يجب ألا يفكروا حتى في ذلك". وأضاف في رسالة بمناسبة العيد أن "حرق القرآن لن يضر به. القرآن في قلوب وعقول مليار ونصف مليار شخص. ولكن إهانة القرآن هي إهانة للشعوب". وكان قائد قوات الاحتلال الأمريكية في أفغانستان ديفيد بترايوس وبعثة الأممالمتحدة في أفغانستان وعدد من منظمات الإغاثة البارزة حذروا من أن إحراق القرآن يهدد حياة جنود الاحتلال. وفي اندونيسيا، حذر الرئيس في خطاب متلفز بمناسبة عيد الفطر أن خطط إحراق القرآن "تهدد الأمن والسلام في العالم. إنه عمل يمكن أن يسيء للوفاق بين الأديان". وقال "لقد علمت بإلغاء العمل المشين الذي كان تيري جونز يعتزم القيام به. إلا أن أحدًا منا لن يهدأ إلا بعد إلغاء هذه الفكرة الخسيسة تماما". وأضاف "وعليه فإنني أحث مجددًا حكومة الولاياتالمتحدة وشعبها على منع تنفيذ مثل هذا العمل غير المفهوم وغير العقلاني واللاأخلاقي". وكان الرئيس الاندونيسي أرسل الخميس رسالة إلى نظيره الأمريكي باراك أوباما يطلب منه فيها اتخاذ إجراءات لمنع حرق مصاحف مما يمكن أن يثير "توترات بين الأديان". وكان القس وهو رئيس كنيسة بروتستانتية متطرفة معادية للإسلام تدعى "دوف وورلد اوتريتش سنتر" في جينسفيل (فلوريدا) قال: إنه تراجع عن إحراق المصاحف لقاء تعهد بنقل موقع مسجد نيويورك. وأثار تراجعه الأول ارتياح السلطات الأمريكية التي تخشى من عواقب إحراق المصاحف خصوصًا بالنسبة إلى جنود الاحتلال في أفغانستان. وبلغ القلق درجة جعلت وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس يتصل هاتفيا بجونز لمحاولة إقناعه بتغيير رأيه وتحذيره من أن حرق القرآن سيعرض حياة الجنود الأمريكيين للخطر. كما حذرت وزارة الخارجية الأمريكية المواطنين الأمريكيين من "احتمال قيام تظاهرات معادية للولايات المتحدة في العديد من الدول .. قد يتحول بعضها إلى العنف"، وأصدرت الشرطة الدولية (الانتربول) تحذيرا عالميا توقعت فيه "انعكاسات مأساوية" لإحراق القرآن.