ينتظر الشعب التونسي كلمة مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي بعد ان فاجئنا رئيس الجمهورية المؤقتة منصف المرزوقي في اليوم الرابع من الاحتجاجات التي هزت ولاية سليانة بخاطب معارض للحكومة ..وتوجه فيه بدعوة صريحة للترويكا بتشكيل حكومة كفاءات مصغرة وغير متحزبة، ليشهد شاهد من اهلها على فشل حكومة .. خطاب اعتبره العديد من المراقبين خروج المرزوقي عن بيت الطاعة فيجد لينفسه صلاحيات في جلباب المعارض بعد ان سلبت منه بوصفه رئيسا.. وان فهم البعض خطاب المرزوقي تسويقا لحملته الانتخابية ومحاولة للخروج بنفسه من الازمة وصفه شق ثان بالخطير فمحتوى كلمته يبعث للتساؤل حول مدى ترجيح رئيس الجمهورية المؤقت ,في هذه المرة ,لكفة المعارضة على حساب الترويكا؟؟؟.. هذا وتعلن رئاسة الجمهورية مساندتها للاتحاد العام التونسي للشغل وتطالب بمقاضاة المعتدين علي النقابيين , في الوقت الذي ساندت فيه الحكومة مجالس حماية الثورة واتهمت الاتحاد بالتحريض على العنف. ليبقي معرفة موقف ثالث الرؤساء من توتر الاوضاع بعد احداث ساحة محمد على و تلويح قيادات الاتحاد بإضراب عام... مع العلم ان موقف تبدو ملامحه في التشكيل بعد زيارة خليل زاوية وزير الشؤون الاجتماعية والذي يعتبر الرجل الثاني في التكتل للاتحاد بصفته النقابية السابقة ككاتب عام نقابة للأطباء الجامعيين و البلاغ العاجل الذي امضاه باسم الحزب محمد بنور. وان كانت مواقف المرزوقي المثيرة للجدل في عدة قضايا وطنية على غرار تسليم البغدادي المحمودي و مسالة السلفية فان هذا لايعني ان كل زلة سياسية قد تمر بسلام ..خاصة بعد تصريح رئيس كتلة النهضة في المجلس التأسيسي الصحبي عتيق بإمكانية سحب الثقة من المرزوقي واذ اقتضت المصلحة الوطنية فان التغيير يشمل أعلى هرم في السلطة .. مرة أخرى يجد المواطن نفسه في متاهات التذبذب السياسي و غياب وحدة الصف داخل الترويكا الحاكمة فتتعمق الهوة بين مكوناتها في كل قضية كبرى. فقد ظهر الجبالي في خطابه مبررا للعنف و متحديا الشعب رافضا لكلمة ديقاج ,في حين يبرز المرزوقي مستفزا للحكومة. وان تعودنا أن تكون مواقف رئيس المجلس التأسيسي غامضة رغم صلاحياته فقد التزم الصمت في أحداث سليانة رغم حالة الغليان التي وسمت أعمال التأسيسي ..واكتفى بموقف ضعيف تجاه الاعتداء على مناضلي اتحاد الشغل الذي جمع في وقت ما كل معارضي بن علي لعلها محاولة للظهور في صورة المحايد أمام الرئاستين.. لكن في خضم تصاعد حالة التوتر فهل سيينقد بن جعفر التروكيا من حالة الانفصام ويعيده التوازن للرئاسات الثلاث ؟