في مثل هذا اليوم من سنة 1997 فقدت الرياضة التونسية واحدا من أنبل لاعبيها وأفضلهم مستوى وأخلاقا هو ومن دون شك اللاعب الهادي بالرخيصة الذي ولد في 28 جوان 1972 في قرقنة ثم انتقل رفقة عائلته لفرنسا ليعود بعد 6 سنوات ليزاول تعليمه في تونس لكن سرعان ما عاد إلى فرنسا لصعوبة تأقلمه نظرا لبعد والديه عنه. عاد "بلها" كما يحلو للتونسيين مناداته إلى تونس في سن السادسة عشر وانضم إلى الترجي بعد سنتين من عودته من فرنسا حيث كان يلعب هناك ومنذ انطلاقته في الترجي لاج بالرخيصة موهوبا وكان هادئا خلوقا في الميدان وخارجه وساهم في تحقيق العديد من البطولات والكؤوس مع الترجي لعل من أهمها كأس إفريقيا للأندية البطلة في 1994. سجل بالرخيصة تسعة أهداف مع الترجي في 98 مشاركة رغم مركزه الدفاعي كما سجل ستة أهداف مع المنتخب في 26 مقابلة ونذكر جيدا مساهمته في وصول المنتخب التونسي إلى نهائي كأس إفريقيا 1996. وفي يوم 4 جانفي 1997 وخلال مباراة ودية كان يخوضها الترجي ضد أولمبيك ليون الفرنسي روض بالرخيصة كرته الأخيرة وسقط فجأة مبتلعا لسانه بعد أن فاجأته سكتة قلبية وسط ذهول اللاعبين والمسؤولين والجماهير الذين صدموا لهول الفاجعة. ودفن الهادي بالرخيصة بمقبرة الجلاز في موكب خاشع حضره الآلاف الذين أحبوا "بلها" وعشقوا أخلاقه العالية.
