مراكز تأهيل المعوقين و إعادة إدماجهم ، مراكز مليئة بالحياة تم بعثها كي تستقبل ذوي الاحتياجات الخصوصية و تنتشلهم و تعتني بهم حتى لا يكونوا عبئا على المجتمع و من ثم يتعلمون بعض الحرف و الصناعات حتى يصبحوا فاعلين و منتجين في البلاد. اليوم يعاني أعوان الرعاية بالمركز الاجتماعي والتربوي ''السند'' بسيدي ثابت الأمرّين و ذلك يعود بحسب ما صرح به فيصل مبارك عون رعاية بالمركز المذكور ل"لجريدة" إلى وزارة الشؤون الاجتماعية التي لم تسارع في اتخاذ قرارات و إجراءات إصلاحية من شأنها النهوض بالعاملين في هذا المركز . و طالب محدثنا وزارة الشؤون الاجتماعية بأن تسرع في" إدخال إصلاحات كبرى و عميقة في قطاع رعاية المعوقين و فاقدي السند" مضيفا " يجب اتخاذ إجراءات عاجلة و حتى ثورية كي ننهي حقبة مظلمة من العمل العشوائي و الفاقد لأي هيكلة لقطاع أعوان الرعاية". و قال فيصل إن العاملين بهذا المركز يعانون من التهميش منذ سنين لأن "كل حقوقهم قد انتزعت" منهم حسب تعبيره و "منحت لغير مستحقيها" موضحا بأنه عندما يحرم العون من نظام أساسي يحدد مهامه و يفصل بين واجب رعاية المعوق و بين عامل النظافة فذلك يعتبر تعديا غير قانوني على مهام الأعوان و تشتيتا لتركيزهم. وقال ان منطق الواجب يتطلب تكريس كل الجهد فقط للرعاية قصد تقديم أقصى ما يمكن من نجاعة في الخدمة و سرعة في الانجاز و سلامة في التدخل لفائدة المقيمين بالمركز من ذوي الاحتياجات الخصوصية. كما أشار إلى أن الأخطر من كل ما ذكر هو أنه "عوض تدعيم الفريق بعناصر تساهم في تخفيف العبء ، تم سحب العشرات من أعوان الرعاية و تكليفهم بمهام إدارية مختلفة " و قال إنه "بسبب كل هذه الفوضى صرنا نعاني من ضغط نفسي و بدني رهيب ولّد لدينا مشاكل و تعقيدات عائلية بفعل مخلفات ظروف العمل التي لا تتوفر فيها أبسط الأجواء الملائمة ". "الضغط النفسي الرهيب يحاصرنا و صار جزءا من حياتنا اليومية و نحن لم نعد نصدق أية وعود أو برامج" هكذا وصف محدثنا انتظاراته من تفاعل الوزارة مع مطالبهم و قال إنهم بصدد إعداد برنامج لحملة كبرى للتعريف بالمظلمة المزمنة و التي رافقتهم لعقود و ذلك باللجوء إلى كل طرق الاحتجاج لفضح من كانوا يشرفون على القطاع و ما كانوا يجنون وراءه من فوائد منحت لهم و لغيرهم . و أوضح فيصل مبارك أن مركز سيدي ثابت يشغل 5 مربين و 80 عون رعاية و يؤمة 130 معاقا بإعاقة عميقة كلها بدنية و ذهنية من بينهم 5 أو 6 لديهم عائلاتهم في حين يتمثل الباقون في أطفال مولودين خارج إطار الزواج . و للتنديد بأوضاعهم التي يعانون منها داخل المركز قام الأعوان بتحرير عريضة أمضى عليها إلى حد الآن 40 عونا من المنتمين إلى المركز المذكور و سوف يتم تقديمها إلى وزير الشؤون الاجتماعية.