فقدت الأسرة الفنية التقدمية أحد أهم رموزها الفنان التقدمي الهادي قلة صاحب أغنية الهجرة "بابور زمر خش البحر" وغيرها من الأغاني الملتزمة والمعبرة التي لا تمحى من ذاكرة الثقافة التونسية. رحل الهادي قلة بعد مسيرة طويلة وثرية من الفن الملتزم فهو الذي غنى للفقراء والمظلومين والمهاجرين وللقضية الفلسطينية ووجد اقبالا في الاوساط الطلابية والنقابية وهو الذي اخذ الموسيقى عن والده حسن قلة الذي كان يعتبر من ابرز المنشدين للمقامات التونسية في المدائح والاذكار. فكانت انطلاقة الهادي قلة الفنية في الموسيقى في اطار مجموعات موسيقية شبابية منذ فترة الدراسة وشارك من خلالها في العديد من الاعمال المسرحية والسينمائية. ومنها انطلقت مسيرته في التلحين والغناء خلال السبعينات حيث غنى لأول مرة في تونس سنة 1977 في سهرة الشعر العربي على ركح مسرح قرطاج الاثري بمشاركة الشاعرين محمود درويش ونزار قباني. وشارك الهادي قلة في العديد من المهرجانات الفنية وغنى للجاليات المهاجرة في فرنسا وايطاليا والمانيا وغنى قصائد شعرية لكل من ابو القاسم الشابي ومحمود درويش وسميح القاسم وايليا ابو ماضي وغنى للشيخ درويش وسيد درويش. وقد ساهمت التجربة الفنية للهادي قلة في بروز العديد من الفرق الملتزمة على غرار البحث الموسيقي وعشاق الوطن وايضا العديد من الفنانين الملتزمين من امثال محمد بحر والزين الصافي والازهر الضاوي. تغمد الله الفقيد برحمته وتعازينا للأسرة الثقافية التونسية لفقدانها رمز من رموز الفن الملتزم.