اتهم الشيخ فريد الباجي رئيس جمعية دار الحديث الزيتونية الحكومة وحركة النهضة بالتواطؤ مع من أسماهم ب"أدعياء السلفية"، ضد الشعب التونسي وعقيدته في خطوة منهم لتطبيق أجندة دول الخليج وفي مقدمتهم قطر وذلك على خلفية زيارة محمد حسان إلى تونس. وحمّل فريد الباجي من خلال حوار له مع "الشروق الجزائرية" رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، ووزير الشؤون الدينية صاحب "الخلافة السادسة"، حسب تعبيره، مسؤولية الفوضى الدينية والعنف الذي يهدد التونسيين في كل لحظة بتشجيعهم لدعاة التكفير وطهارة البنات والجهاد في سوريا. واعتبر أن الحكومة وبتوجيهها الدعوات باستمرار واستقبالها لدعاة التيار الوهابي من شأنه أن ينشر الطائفية في تونس والفوضى لأن الفكر الوهابي، تكفيري وإقصائي،'' بخلاف عقيدة شعوب شمال إفريقيا على وجه العموم، وتونس على وجه الخصوص وسوف يحدث خللا في المفاهيم بين دعاة الحكومة وعلماء البلاد، يدفع ثمنها الشعب، وهنا مكمن الخطأ الذي ترتكبه الحكومة و حركة النهضة''. كما أشار إلى أن بعض الساسة استغلوا نفوذهم بعد الثورة، وكذلك بعض الجمعيات المأجورة بالبترودولار، ويقول لهؤلاء السياسيين إنه لا يحقّ لهم أن يستغلوا نفوذهم لاستيراد الوهّابيّة، أدعياء السّلفيّة إلى تونس لنشر عقيدتهم التكفيريّة التفجيرية، مضيفا أن النهضة تساهم في الغالب ''غباء وحمقا سياسيا وجهلا بالتاريخ الدموي للحركة الوهابية في نشر هذا الفكر''. وفي ذات السياق أشار إلى أن الفكر السلفي لا يقبل الحوار، لأنه فكر إقصائي، ويزعم أنه يمتلك الحقيقة وحده وهو على لغة "إما معي أو ضدي"، ومع ذلك يحاولون دعوتهم إلى الاستماع إليهم وعلماء الزيتونة من أجل المصالحة الوطنية والسلم الأهلي، وقال أن الحكومة تراجعت عن دعوتهم لندوة مبرمجة بجامع الزيتونة، وذلك بعد الضغط الذي مارسه علماء الزيتونة وطلابه والرابطة الوطنية التونسية للجمعيات من أجل الدفاع عن خصوصية الشعب التونسي في هويته الدينية. وأكد الباجي أن أمريكا وعملائها في المنطقة يسعون إلى التأسيس لقطبين كبيرين متصارعين، قطب وهابي تقوده السعودية وقطر ومن والاهما، وقطب شيعي تقوده إيران ومن والاها، والهدف من كل ذلك إحداث حرب طائفية في المنطقة تدمر الأمة العربية وتنسيها القضية الفلسطينية. و أكد من جهة أخرى على أنهم "لن يمروا ولو على جثثنا" وذلك لأن الشعب معنا والحكومة رضخت للضغط الشعبي من أجل السلم الأهلي، ''والطائفة الوهابية تبقى في النهاية أقلية، وقد عرفت حجمها الحقيقي''. وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ فريد الباجي، قاد حملة الضغط الوطنية ضد زيارة الداعية المصري المحسوب على السلفية الوهابية التكفيرية، محمد حسان، إلى تونس خاصة وأنه حظي باستقبال وزير الشؤون الدينية التونسي، نور الدين الخادمي، لدى وصوله إلى مطار قرطاج الدولي، رفقة بعض نواب حركة النهضة بالمجلس الوطني التأسيسي.