أطل أمس رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، على الجزائريين والرأي العام في الداخل والخارج عبر التلفزيون، الذي نقل تسجيل فيديو، لاستقبال رئيس الجمهورية، للوزير الأول، عبد المالك سلال، وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، بالمؤسسة الاستشفائية "ليزانفليد"، وذلك تبديدا لإشاعات تدهور وضعه الصحي، بعد مرور 49 يوما من خضوعه للعلاج، من الوعكة الصحية التي أصابته في 27 أفريل الماضي. كما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية صور اللقاء الذي جرى، أمس الأول، بالعاصمة الفرنسية باريس. وعلى نقيض عادته، في نقل وتغطية الأحداث المهمة، لم ينتظر التلفزيون الجزائري نشرة الثامنة لبث صور استقبال الرئيس بوتفليقة، للوزير الأول وقائد أركان الجيش في مشفاه، حيث بثت التسجيل في نشرة أخبار الساعة الخامسة للفضائية الجزائرية أول مرة، ليعاد بثه عبر نشرات أخبار باقي القنوات الجزائرية. وقد تعمد التلفزيون تصوير الرئيس للرأي العام من زوايا الرؤية الثلاث، وذلك حتى تظهر تفاصيل ملامح وجهه. التسجيل الصامت الذي دام لدقيقتين و44 ثانية، مرفوقا بقراءة صحفي التلفزيون لبيان رئاسة الجمهورية، الصادر أمس، أظهر الرئيس بوتفليقة جالسا يرتدي "لباس الراحة" يتوسط عبد المالك سلال والفريق أحمد قايد صالح، في غرفة بدا ديكورها منسجما، يتحدث تارة للأول وتارة أخرى للثاني، في حركات سمحت بنقل صور وجهه من الجانبين، كشفت سلامته من أي إصابة في وجهه. وبدأ التسجيل بمشاهد لبوتفليقة جالسا دون أن ينقل صورته في وضعية استقبالهم، كما أظهرته الصورة يستمع ويتحدث إلى سلال وقايد صالح، اللذين قدما له عرضا عن الوضع العام للبلاد السياسي والأمني، لمدة ساعتين، حسب بيان الرئاسة، إلا أن ميكروفون التلفزيون الذي كان حاضرا على الطاولة إلى جانب صحون الحلويات وفناجين القهوة، لم ينقل صوت الرئيس ولا صوت حديثه إلى المسؤولين اللذين غاب صوتهما أيضا، واكتفى التلفزيون بتسجيل صامت، ظهر فيه الرئيس يرتشف فنجان قهوة، حمله بيده اليمنى فيما تناول بيده اليسرى أحد المناديل، في حركة ظهرت نوعا ما بطيئة مقارنة بحركة يده اليمنى، كما تعمد التسجيل إظهار الرئيس وهو يتناول قطعة حلوى. ولم يظهر في المشاهد التي بثت، أي مسؤول آخر إلى جانب الرئيس، سوى عبد المالك سلال وأحمد قايد صالح. هذه الصورة التي بثت للرأي العام عبر التلفزيون، أكدت أن الرئيس يتعاطى إيجابيا مع العلاج، وبددت إشاعات تدهور وضعه الصحي وكذا إشاعات وفاته التي شكلت مادة إعلامية دسمة، للعديد من العناوين الإعلامية الفرنسية الكبرى منذ وصول الرئيس إلى باريس في رحلة علاج. ظهور الرئيس لطمأنة الرأي العام في الجزائر أمس، جاء مغايرا في الشكل والمضمون لتلك المرة التي ظهر فيها في أعقاب رحلة العلاج التي قادته إلى المستشفى العسكري ''فال دوغراس'' في ديسمبر 2005، لطمأنة الجزائريين إذ اكتفى يومها باستقبال فرقة التلفزيون رفقة طبيبه يومها ''البروفيسور زيتوني''، دون أي مسؤول آخر على نقيض هذه المرة التي ظهر فيها رفقة مسؤولين واحد عسكري وآخر سياسي، يعطي توجيهات لضمان التسيير العادي لشؤون البلاد، كما ظهر يومها يفتح الباب شخصيا لاستقبال كاميرا التلفزيون ومصوره الشخصي، في حين لم يوجه الرئيس ولا كلمة للشعب الجزائري هذه المرة، كما أهمل بيان الرئاسة ذلك أيضا.