الكلوروكين هو علاج شائع الاستخدام للملاريا، وهو غير مكلف ويستخدم منذ ما يقرب من سبعين عاما، ويُنصح به كثيرا عند الذهاب إلى منطقة موبوءة بطفيلي الملاريا الذي ينتقل عن طريق البعوض حيث أثبت نجاعته في الوقاية من الملاريا وعلاجها. إلا أن لغطا كبيرا وشكوكا من قبل السلطات المعنية حامت حوله، رغم اختباره في الصين واعتماده في مرسيليا بفرنسا؛ فلماذا لم يشرع بعد بتبنيه على نطاق واسع؟ مقال لفيليسيا سيديريس نشره موقع "أل سي إي" قال إن الخبراء انتقدوا ما يقترحه مدير معهد المتوسط للعدوى في مرسيليا ديدييه راوول، لقلة عدد من أجري عليهم الاختبار، ومع ذلك سيكون الكلوروكين جزءا من تجربة سريرية أوروبية واسعة، وقد فتح الباب لاستخدامه في "الحالات الأكثر خطورة"، وفقا لتوصيات المجلس الأعلى للصحة في فرنسا. يقول الباحثون إن "النتائج التي تم الحصول عليها حتى الآن على أكثر من مئة مريض، أظهرت أن فوسفات الكلوروكين كان أكثر فعالية من العلاج الذي تلقته مجموعة أخرى للمقارنة، وذلك في احتواء تطور الالتهاب الرئوي، وفي تحسين حالة الرئتين، وفي إعادة المريض سلبيا، وفي تقصير مدة المرض". وورد الحديث أول مرة عن الكلوروكين يوم 25 فيفري الماضي حسب الموقع، عندما أعلن المتخصص في الأمراض المعدية ديدييه راوول -في مقطع فيديو-عن "نهاية اللعبة" بالنسبة لفيروس كورونا، قائلا "نحن نعلم بالفعل أن الكلوروكين كان فعالا في المختبر ضد هذا الفيروس الجديد، وهذا ما أكده التقييم السريري الذي أجري في الصين قائلا إنها "أخبار عظيمة". غير أن راؤول -الذي يعد واحدا من 11 عضوا في المجلس العلمي لدى الحكومة الفرنسية- تعرض لانتقادات عديدة، ولا سيما من قبل مجموعة "فيك ميد" التي تضم علماء يحاربون المعلومات الكاذبة في المجال الصحي، وقد حذروا في فيفري الماضي من الآثار غير المرغوب فيها لهذا الدواء. وأشارت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى مشكلة، وهي أن "المجتمع العلمي غير مقتنع تماما"، أو كما قال المسؤول الثاني في وزارة الصحة الفرنسية جيروم سالومون إن العديد من الخبراء يدعون للحذر ما لم يجرى مزيد من الدراسات، وخاصة ما يتعلق بالآثار السلبية التي يمكن أن تكون خطيرة. وقال المستشار الصحي للموقع الفرنسي جيرالد كيرزيك إن هذا الدواء ليس خاليا من الآثار الجانبية. وقد نصح طب الطوارئ بعدم التسرع في تناول الكلوروكين، قائلا إننا "يجب أن ننتظر اختبارات أخرى. وقال جان بول جيرو -وهو أحد أشهر المتخصصين في علم الصيدلة وعضو الأكاديمية الفرنسية للطب-إن من آثار هذا الدواء "اضطرابات الجهاز المناعي والمغص المعوي والغثيان والتقيؤ ومشاكل الكبد، وحتى الدم"، وهذا ما ذهب إليه أيضا طبيب الصيدلة والاختصاصي بالصحة العامة فرانسوا مينين، الذي قال إن هذا الدواء يمكن أن يكون خطيرا للغاية في حالة الجرعة الزائدة". وفي تونس أعلن مدير معهد باستور الهاشمي الوزير أمس في تصريح لإذاعة موزاييك إن تونس تستعد لاستعمال دواء الكلوروكين لمكافحة فيروس كورونا. المصدر: موقع أل سي إي الفرنسي