نشرت الصفحة الرسمية لديوان الإفتاء بالجمهورية التونسية نصا حول كيفية تقديم الأضحية. جاء فيه : ''الأضحية هي ما يذبح من الأنعام : أي الإبل والبقر والغنم ، وذلك يوم عيد الأضحى أو في أيام التشريق الثلاثة التي تليه ، تقرّباً لله تعالى ، وطلباً للأجر العظيم ، واقتداءً بسنّة رسول الله عليه الصّلاة والسّلام . والأضحية لها أجرٌ عظيمٌ عند الله تعالى ، فهي من أفضل العبادات ، قال الله تعالى : ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) – الأنعام 162 و 163 ء ، والنسك الوارد في الآية يُقصد به ذبح الأضحية . طريقة ذبح الخروف : يتم توجيه الذبيحة إلى القبلة عند إرادة ذبحها ، مع التسمية ، ودليل ذلك ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال عندما ذبح كبشاً : (باسمِ اللهِ ، اللهم تقبل من محمدٍ وآلِ محمدٍ ، ومن أُمَّةِ محمدٍ ) ، كما روى الإمام مسلم في صحيحه ممّا رواه الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبيّ عليه الصّلاة والسّلام أنّه قال: (ضحَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بكبشيْنِ أملحيْنِ أقرنيْنِ، قال: ورأيتُه يذبحُهُما بيدِه، ورأيتُه واضعًا قدمَه على صِفَاحِهما، قال: وسمَّى وكبَّر) . وقال ابن حجر في شرحه فيما يخصّ الحديث السابق : إنّ التكبير مستحبٌّ مع التسمية ، وكذلك وضع الرجل على الصفحة اليمنى لعنق الأضحية وذلك تسهيلاً على الذابح ليمسك السكين باليد اليمنى، ويمسك رأس الذبيحة باليد اليسرى . والذبح يتحقّق بقطع الأوداج ، وهما عرقان متقابلان ، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ما أنهرَ الدمَ ، وذُكِرَ اسمَ اللهِ ، فكُلْ ) . ووضّح النووي أنّ الذبح يشترط به القطع وجريان الدم ، وأورد ابن المنذر أنّ العلماء أجمعوا على أنّ الذكاة تتحقّق بقطع الحلقوم والمريء والودجين وإسالة دم الأضحية . ومن الآداب المتعلّقة بالذكاة عدم ذبح الحيوان من الأنعام أمام غيره ، وكذلك شحذ الشفرة قبل الذبح مع سترها عن الذبيحة ، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ( إنَّ اللهَ كتب الإحسانَ على كلِّ شيٍء ، فإذا قتلتم فأحسِنُوا القِتْلَةَ ، وإذا ذبحتم فأحسِنُوا الذبحَ ، وليُحِدَّ أحدُكم شفرتَه ، وليُرِحْ ذبيحتَه ) . كما أنّه لا يجوز قطع أيّ عضوٍ من أعضاء الذبيحة إلّا بعد تحقق موتها .''