الجريدة: كوثر كشفت دراسة صدرت عن مركز بيو للأبحاث الثلاثاء 10 سبتمبر أن أزيد من ثلثي المسلمين في تونسوباكستان والأردن وتركيا وإندونسيا يخشون اليوم التطرف أكثر مما كان عليه الأمر قبل سنة واحدة. وحسب الدراسة التي شملت 9000 شخص في 11 بلدا فإن كره القاعدة منتشر، حيث يلقي عليها 57 في المائة من المستجوبين اللوم بسبب هجماتها الإرهابية الدموية في السنوات الأخيرة. وأكد الاستطلاع كذلك الذي نشره موقع "المغاربية" أن 89% من السكان في باكستان و81% في إندونيسيا و78% في نيجيريا و77% في تونس يرفضون استخدام العنف باسم الإسلام، و أن تأييد الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم الإسلامي باسم "الدفاع عن الإسلام" انخفضت مقارنة بالسنوات الماضية. وفي تونس التي اختارها الاستطلاع كعينة لبلدان المغرب الكبير، كشفت النتائج أن أزيد من 70 في المائة من المستجوبين يخشون التطرف الديني. وفي تحليلها لنتائج هذا الاستطلاع، أكدت حياة بن سالم المختصة في علم الاجتماع أن التعاطف السابق مع تنظيم القاعدة في بعض البلدان الإسلامية تقلص منذ مقتل أسامة بن لادن نتيجة الضرر الذي لحق بهذه الدول من هذا التنظيم. إضافة إلى أن شباب هذه الدول أصبحوا أكثر تفتحا على مشاكل بلدانهم التي قادوا ثوراتها، وأصبحوا أكثر وعيا بأن الإسلام ليس دين عنف وإرهاب، كما أصبحوا أكثر رغبة في التحرر وتحقيق الديمقراطية في بلدانهم. وتفسر بن سالم أسباب تزايد التخوف من التطرف الديني إلى تزايد أعداد المنضمين إلى الحركات الإسلامية المتشددة خاصة من الشباب المهمش الذي اضطره غياب مقومات العيش الكريم إلى اللجوء للتطرف. وأصبحت ظاهرة التطرف الديني مع صعود التيارات الإسلامية إلى الحكم وتنامي التيارات الجهادية المتشددة تشكل هاجسا بالنسبة للتونسيين تثير مخاوفهم بشأن مستقبل البلاد. هادي بعبان، 42 سنة، عامل يومي قال في هذا السياق "التطرف والإرهاب والغلو كلها أشياء دخيلة على بلادنا وعلى عاداتنا وتقاليدنا وديننا الحنيف الذي حرم ومنع وحذر من إرهاب الآخرين وتكفيرهم". وأضاف "للأسف أصبحنا نجد من يروج لها، يجب أن نعالج هذه الظاهرة المدمرة ونستأصلها من بلادنا لأننا لا نحب العودة إلى الوراء". بينما حذر مصطفى صميدة، 36 سنة، كاتب عمومي من خطر الخطابات الدينية والأفكار التي يروج لها داخل المساجد. وقال "خطورة التطرف في بلادنا تكمن في أن أغلبية المتطرفين هم من الشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم 30 سنة، وهذا راجع إلى اننتشار الخطاب الديني في المساجد وصعود التيارات المتشددة في ظل غياب الرقابة". وأضاف " أخشى ما أخشاه أنه إذا استمر الانحدار الإسلامي على هذا النحو بعد عدة سنوات سنضطر لتذكير الإسلاميين بالإسلام المعتدل". وكردة فعل على تنامي مظاهر التطرف الديني في تونس، قرر التونسيون هجرة المساجد بسبب تنامي المد التكفيري وتصاعد العنف بين مختلف التيارات الدينية. وأظهرت دراسة نشرت نتائجها شهر جويلية الماضي من قبل اللجنة الوطنية لإطارات المساجد أن 60 بالمائة من التونسيين هجروا المساجد خاصة خلال صلاة الجمعة ليكتفوا بأداء فريضة الصلاة منفردين في منازلهم.