الجريدة: متابعة: فاتن العيادي أطلق الشيخ الزيتوني فريد الباجي صيحة فزع مما اعتبره استغلال حركة النهضة للدين الإسلامي من أجل تغيير عقيدة التونسيين السنية المالكية الأشعرية إلى السلفية المتشدّدة والتحضير لحرب أهلية. وقال فريد الباجي رئيس جمعية دار الحديث الزيتونية وفق ما نقلته عنه صحيفة ''الوطن العربي'' أن حركة النهضة حركة لا تؤمن بالديمقراطية وتعمل على التدمير التدريجي للدولة ومؤسساتها السياسية والمدنية. وأضاف فريد الباجي أن المتابع للشأن العام في تونس وفي المجال الديني خصوصا يعلم علم اليقين أن حكومة النهضة "لها تحالف واضح مع الفكر السلفي المتشدّد بشكل لا لبس فيه"، حيث ظهر الدعاة في وسائل الإعلام بكثرة واستقبلوا من طرف الحكومة وأعضاء المجلس التأسيسي بالعناق والأحضان مشيرا إلى أن هذا أمر خطير جدا "حيث أن الحزب الحاكم يستغل نفوذه لتغيير عقيدة المجتمع التونسي المعروف بإسلامه الوسطي السني المعتدل" وفق قوله. ويعد فريد الباجي واحدا من شيوخ الزيتونة الدين يخوضون معركة حقيقية ضد حركة النهضة التي يعتبرها حركة شجّعت الجماعات السلفية الجهادية التي نفّذت خلال الأشهر الأخيرة هجمات دامية. وكان الشيخ الزيتوني الشاب حذّر النهضة من تسامحها المريب مع تلك الجماعات مشددا على أن "المتشدّدين سيمرّون من مرحلة التكفير إلى مرحلة التفجير". واتهم حركة النهضة باستغلال المساجد لتجييش المصلين ودفعهم لتبني أفكارها وتوظيفها من أجل بقائها في الحكم والتغول من أجل "إعادة صناعة الديكتاتورية بشكل جديد وخطير يعتمد الدين أساسا" مشيرا إلى أن أن ثلث المساجد تم الاستيلاء عليها من قبل نهضويين أو عناصر سلفية. وطالب الباجي بضرورة تحييد المساجد عن الشأن السياسي مشددا على أن "أنسب طريقة لتحييد بيوت الله بشكل واقعي ملموس تتمثل في جعل الأئمة والخطباء لا يُنتخبون ولا يَنتخبون ولا يَنخرطون في أي حزب سياسي وأن يكونوا على مسافة واحدة من كل الأحزاب تماما كرجال الأمن والقضاة".