تمكنت مصالح الأمن في ولايتي عنابة والطارف، من ايقاف شخصين يشتبه في علاقتهما بخلية دولية مختصة في تجنيد جزائريين ''جهاديين'' ونقلهم إلى سوريا عبر تونس وليبيا وفرنسا. وأوضحت مصادر مطلعة لصحيفة''البلاد'' الجزائرية أن مصالح الأمن كثّفت تحرياتها الميدانية لملاحقة ما يعتقد أنها خلية تنشط في نقل جزائريين للقتال في سوريا، بالتعاون مع مغتربين جزائريين ومغاربة بفرنسا ورعايا سوريين وتونسيين يقيمون بولايات الشرق الجزائري. وينتمي الموقوفان حسب إفادات مصادر متطابقة لخلية متكونة من 8 أشخاص تنشط سرا منذ الصائفة المنقضية على مستوى عدد من مساجد ولايات شرق البلاد على غرار عنابة والطارف وسكيكدة وقسنطينة وجيجل، حيث أقدمت على بث ''فتاوى سمعية بصرية'' وسط الشباب وتسجيل الراغبين منهم في الذهاب ''للجهاد '' في سوريا، بالتنسيق مع شبكة دولية متواجدة في كل من تونسوفرنسا لحث وتسهيل عملية سفر الشباب في صفوف مختلف الوحدات والحركات الجهادية المقاتلة والمتقاتلة في سوريا. وتكون مصالح الأمن، قد وضعت يدها حسب المصادر ذاتها ل''البلاد'' على أول خيط في التحقيق بعد اعتقال جزائري حاول التسلل إلى تونس عبر أحد المراكز الحدودية بولاية الطارف، وبدأت في ربط القضية باختفاء ما لا يقل عن 6 جزائريين منهم أربعة داوموا على ارتداء الزي السلفي في ظروف يرجح أنها ترتبط بالحرب في سوريا، حيث تشير التحقيقات إلى أن جميع هؤلاء تسللوا إلى تونس أو فرنسا. ويعتقد فريق التحقيق المشرف على متابعة تفاصيل القضية، أن الجهاديين الجزائريين الذين تنقلوا إلى فرنسا وتركيا بمعية مغاربة وشباب من تونس، تم تجنيد أغلبهم عبر منتديات في شبكة الأنترنت تابعة لتيارين، الأول سلفي أفتى بعض شيوخه بضرورة القتال ضد نظام البعث في سوريا، والثاني سلفي جهادي المقرب من شبكة تنظيم القاعدة وجماعة النصرة في سوريا. في سياق ذي صلة، تحدثت صحيفة ''لاديباش دوميدي'' الفرنسية في عددها أمس الأول ، عن الصدمة التي تسبب فيها اكتشاف خلية لتجنيد الشباب الفرنسي، خاصة من أصول جزائرية ومغربية وتونسية، في المدارس وتحويلهم ''للجهاد في سوريا'' وذلك بعد الصدمة التي سببها اكتشاف التحاق مراهقين في ال15 من العمر بسوريا. وقالت الصحيفة،حسب ''البلاد'' إن الشابين غادرا فرنسا خلسة في 6 جانفي الجاري نحو سوريا مروراً بتركيا، للحاق بالمقاتلين الفرنسيين الذين بلغ عددهم أكثر من 240 في صفوف مختلف الوحدات والحركات الجهادية المقاتلة والمتقاتلة في سوريا.