انطلاقا من ان ثورات العالم تحتاج الى بعد ثقافي وحضاري حتى تقلص من التجاذبات السياسية والتطرف الايديولوجي آمن كل من عزوز الشناوي وإكرام عزوز بان تونس في حاجة الى ثورة ثقافية وفنية خاصة امام ما شهده القطاع الثقافي من اقصاء وتهميش خلال السنة الاولى ثورة فاختار الثنائي أن يكون العمل المسرحي "كيف ما يرجع الفرططو" تكريما لمثقفي ومبدعي وفناني تونس. "كيف ما يرجع الفرططو" مسرحية موسيقية كوميدية تعتمد على شخصية "الفرططو" من خلال عمل فرجوي استعراضي يهدف الى ترسيخ المكانة الحقيقية للفنان والمثقف التي تم تهميشها والتي قال عنها مخرج العمل اكرام عزوز انها طرح كوميدي وطريف وممتع يروي ثورة افتراضية للمثقفين والفنانين وتثبيت جملة من القيم التي يدافع عنها المثقف كقيم المواطنة بخصوصية تونسية لنبذ العنف والتفرقة وتجذر لهوية تونسية متميزة ومختلفة. ويرتكز العمل الفرجوي "كيف ما يرجع الفرططو" الذي يعود نصه الى عزوز الشناوي على الصورة والتمثيل والكوميديا الساخرة والموسيقى مخ خلال مجموعة من الاغاني التونسية لبعض الفنانين على غرار سمير العقربي ولطفي بوشناق ونجاة عطية والثنائي عادل يونس وكوثر الباردي والتي يتم الحفاظ على اللحن فيها مع تغيير الكلمات وفق المواضيع المطروحة في المسرحية بأسلوب كوميدي ساخر يحمل في طياته رسالة فنية. ويعتمد العمل على شخصية "الفرططو" والتي تعتبر الشخصية الرئيسية التي سيتقمصها كل من عزوز الشناوي في البطولة بالاشتراك مع انور نصر ورانية الغربي وهي مجال فني لتجاوز كل التجاذبات السياسية التي تمثل مصدر للقلق والخوف للتونسيين وتكتسح الساحة الاعلامية والشارع التونسي. في مقابل ذلك يقع تغييب الفن والثقافة ويستهدف بعض المثقفين باعتبارهم من ازلام النظام السابق وأصبحت السياسة هي المسيطرة على الشارع التونسي وخاصة الاعلامي ومن هذا المنطلق كان لابد من منظور اصحاب "كيف ما يرجع الفرططو" ان يقع اعادة الاعتبار للمشهد الثقافي والفني من خلال هذا العمل ليكون بذلك الاهتمام بالفنان والمثقف شأنه شأن الاطراف الاخرى في مكونات المجتمع التونسي. وسينطلق العرض الاول لهذا العمل الاستعراضي يوم السبت 12 ماي بقاعة الفن الرابع بالعاصمة لتقوم في ما بعد بجولة فنية في ولايات الجمهورية تتضمن كل من نابل والمنستير وصفاقس وسوسة وقابس ومدنين وباجة والكاف.