الجريدة: ياسر المعروفي تنتشر على شبكة الأنترنات في تونس ترسانة كبيرة من المواقع والصفحات التي تستغلها التنظيمات الارهابية لبث أفكارها وأدبياتها المتطرفة والتي تكون موجهة عادة للشباب المتدين او حتى غير المتدين تحثه فيها على النفور في سبيل الله والجهاد و''قتل المشركين'' و''ابادة جند الطاغوت'' وغيرها من الدعوات المتطرفة. وعادة ما يؤم هذه المواقع شباب تشبّع بمبادئ الفكر السلفي التكفيري حيث يمكّن في بعض الجوامع التي يسيطر عليها مريدوا هذا التيار من قائمة تضم عناوين مواقع جهادية تنشر مبادئ الفكر الجهادي وتقدم أحاديث وآيات تشجع على قتل الكفار إضافة لمقاطع فيديو لعمليات ذبح وقتل ل''المرتدين'' حسب تعبيرهم. إلا أن المسؤولين عن العمل الاعلامي والاتصالي في هذه التنظيمات عادة ما يركزون جانبا من عملهم على موقع ''الفيسبوك'' خاصة وأنه الموقع الأكثر زيارة من طرف التونسيين حيث يفتحون يوميا عشرات الصفحات الجهادية بل يدعمونها بصفحات احتياطية تكون جاهزة في حال تم اغلاق الصفحة الرئيسية. ''افريقية للاعلام''..''أنصار الشريعة بتونس''..''كتيبة يسري الطريقي للاعلام'' هي بعض الأذرع الاعلامية التي تعمل بصفة دورية ومنظمة حيث يسهر عليها ''أدمينات'' بأسماء مستعارة بغرض التخفي عن أعين الرقيب يقومون بتنزيل مواقع فيديو عادة ما تكون مذيلة بشعار''مؤسسة البيارق'' تحث الشباب على الجهاد وتحتفل عقب قيام الارهابيين بعملية ناجحة أو تتوعد في حال تمكنت قوات الجيش والأمن من ابادة عناصر متشددة. وكانت احداث قتل أعوان امن امام منزل وزير الداخلية بن جدو مناسبة لهؤلاء ''الأدمينات'' ليعبروا عن فرحهم بمقتل حماة الوطن فمثلا نشرت صفحة افريقية للاعلام عقب العملية ''الله أكبر الله أكبر الله أكبر أسود الجبل خرجت تتبختر في الشوارع.. وتصطاد فئران الردّة ومن يأتي لمؤازرتها.. اللهم سدّد الرّمي اللهم ألقي الرعب في قلوب الذين كفروا وثبّت الذين آمنوا اللهم إهدم دولة الكفر على أيدينا وأقم دولة الإسلام بدمائنا وأشلائنا الدّعاء الدّعاء للمجاهدين والفرح الفرح بقطف أرواح جند الطاغوت المرتدّين.. 4 فطايس الى حدّ الآن دون ذكر جرحاهم والمصابين'' وقد تكاثرت الدعوات من طرف المجتمع المدني والساسة إلى ضرورة القضاء على هذه الصفحات التحريضية وحجبها وهو ما يطرح أمام وزارة الداخلية والأجهزة المختصة كالوكالة التونسية للأنترنات والوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية مسؤولية التحرك بسرعة واستعمال كل الامكانيات التقنية المتاحة لحجب هذه الصفحات التي تعتبر النواة الأولى لصناعة الموت وتحضير الارهابيين.